مكان وحمل الأثقال قال تعالى : « وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ » إبراهيم : ٣٢ ، وقال : « وَالْأَنْعامَ خَلَقَها ـ إلى أن قال ـ وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ » النحل : ٧ ، أو المراد ذكر مطلق نعمه تعالى بالانتقال من ذكر هذه النعم إليه.
وقوله : « وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ » أي مطيقين والإقران الإطاقة.
وظاهر ذكر النعمة عند استعمالها والانتفاع بها شكر منعمها ولازم ذلك أن يكون ذكر النعمة غير قول : « سُبْحانَ الَّذِي » إلخ ، فإن هذا القول تسبيح وتنزيه له عما لا يليق بساحة كبريائه وهو الشريك في الربوبية والألوهية ، وذكر النعمة شكر ـ كما تقدم ـ والشكر غير التنزيه.
ويؤيد هذا ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله وأئمة أهل البيت عليهالسلام في ما يقال عند الاستواء على المركوب فإن الروايات على اختلافها تتضمن التحميد وراء التسبيح يقول « سُبْحانَ الَّذِي » إلخ.
وروي في الكشاف ، عن الحسن بن علي عليهالسلام أنه رأى رجلا يركب دابة فقال : سبحان الذي سخر لنا هذا ـ فقال : أبهذا أمرتم؟ فقال : وبم أمرنا؟ قال : إن تذكروا نعمة ربكم.
وقوله : « وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ » أي صائرون شهادة بالمعاد.
* * *
( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ـ ١٥. أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ ـ ١٦. وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ـ ١٧. أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ـ ١٨. وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ