قائمة الکتاب
الفتح
الحجرات
الذاريات
إعدادات
الميزان في تفسير القرآن [ ج ١٨ ]
الميزان في تفسير القرآن [ ج ١٨ ]
المؤلف :العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :392
تحمیل
عَلَيْنا يَسِيرٌ ـ ٤٤. نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ ـ ٤٥. )
بيان
خاتمة السورة يأمر النبي صلىاللهعليهوآله فيها أن يصبر على ما يقولون مما يرمونه بنحو السحر والجنون والشعر ، وما يتعنتون به باستهزاء المعاد والرجوع إلى الله تعالى فيأمره صلىاللهعليهوآله بالصبر وأن يعبد ربه بتسبيحه وأن يتوقع البعث بانتظار الصيحة ، وأن يذكر بالقرآن من يخاف الله بالغيب.
قوله تعالى : « فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ » تفريع على جميع ما تقدم من إنكار المشركين للبعث ، ومن تفصيل القول في البعث والحجة عليه ، ومن وعيد المنكرين له المكذبين للنبي صلىاللهعليهوآله وتهديدهم بمثل ما جرى على المكذبين من الأمم الماضية.
وقوله : « وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ » إلخ ، أمر بتنزيهه تعالى عما يقولون مصاحبا للحمد ومحصله إثبات جميل الفعل له ونفي كل نقص وشين عنه تعالى ، والتسبيح قبل طلوع الشمس يقبل الانطباق على صلاة الصبح ، والتسبيح قبل الغروب يقبل الانطباق على صلاة العصر أو عليها وعلى صلاة الظهر.
قوله تعالى : « وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ » أي ومن الليل فسبحه فيه ، ويقبل الانطباق على صلاتي المغرب والعشاء.
وقوله : « وَأَدْبارَ السُّجُودِ » الأدبار جمع دبر وهو ما ينتهي إليه الشيء وبعده ، وكان المراد بأدبار السجود بعد الصلوات فإن السجود آخر الركعة من الصلاة فينطبق على التعقيب بعد الصلوات ، وقيل : المراد به النوافل بعد الفرائض ، وقيل : المراد به الركعتان أو الركعات بعد المغرب وقيل : ركعة الوتر في آخر الليل.
قوله تعالى : « وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ » فسروا الاستماع بمعان مختلفة والأقرب أن يكون مضمنا معنى الانتظار و « يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ » مفعوله والمعنى :