تعليلي للآيتين أعني قوله : « لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ـ إلى قوله ـ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ » على حذو ما كان مثله فيما تقدم بيانا تعليليا لقوله : « أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ » إلخ.
وقيل : إن مضمونه متعلق بالآية الأخيرة فهو تهديد لهم أنهم في قبضة قدرته فينتقم منهم ، والوجه الأول أظهر.
بحث روائي
في تفسير القمي في قوله تعالى : « إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً » حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ـ أن الله جل وعز أمر رسوله صلىاللهعليهوآله في النوم ـ أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين ـ فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا.
فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن ـ وساق رسول الله صلىاللهعليهوآله ستة وستين بدنة ـ وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة ـ وقد ساق من ساق منهم الهدي معرات مجللات.
فلما بلغ قريشا بعثوا خالد بن الوليد ـ في مائتي فارس كمينا يستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فكان يعارضه على الجبال ـ فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر ـ فأذن بلال فصلى رسول الله صلىاللهعليهوآله بالناس ـ فقال خالد بن الوليد : لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة ـ لأصبناهم لأنهم لا يقطعون صلاتهم ـ ولكن تجيء الآن لهم صلاة أخرى ـ أحب إليهم من ضياء أبصارهم ـ فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله بصلاة الخوف في قوله عز وجل : « وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ » الآية.
قال : فلما كان في اليوم الثاني ـ نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله الحديبية ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يستنفر الأعراب في طريقه ـ فلم يتبعه أحد ويقولون : أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم ـ وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم ، أنه لا يرجع محمد وأصحابه إلى المدينة أبدا. الحديث.