ويؤكد هذا المعنى مضمون قصة حاصلها ان شخصا اراد ممارسة الحرام مع امرأة فرفضت واشترطت لموافقتها على اجابة طلبه ان يلتزم بالصلاة جماعة مدة محددة من الزمن ـ وقبل انتهاء المدة هداه الله سبحانه وعدل عما كان عازما عليه بالحرام ليوفقه الله بعد ذلك لحصول مراده بالحلال على كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذا مضمون قوله تعالى :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لايحتسب ) (١).
والوجه في ايصال الصلاة لهذه النتيجة هو ان المصلي اذا تنبه لمعاني اذكار الصلاة واقوالها ومرامي حركاتها وافعالها وتفاعل معها نفسيا وشعوريا بحيث تكون صلة بالله سبحانه وصلاة له بالروح والجسم معا فلا بد ان تسير به في طريق التقوى والاستقامة كما اراد الله سبحانه.
دور الصلاة في تطهير الإنسان نفسا وولداً ومالاً :
وكما ان الصلاة تطهر النفس والقلب بالطهارة المعنوية من نجاسات الذنوب ـ كذلك تطهر المال والولد من الحرام ليصبح المال حلالاً والولد ولد حلال وذلك لان الصلاة كما تقتضي بطبعها النهي والانتهاء عن الفحشاء والمنكر كذلك هي تقتضي من ناحية خارجية تطهير المال الذي يريد ان يشتري به ثوبا للصلاة من الحق الشرعي الذي تعلق به لاشتراط صحتها بذلك كما هو معلوم على حد اشتراطها بطهارة البدن والثوب من النجاسة المادية واما تأثير الصلاة في تولد الولد من الحلال
__________________
(١) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ ، ٣.