الأولى : مرحلة الوقاية من الوقوع في الانحراف بسبب ربطها للمخلوق بخالقه بسلك التقوى والاستقامة في جادة العبودية.
والثانية : مرحلة العلاج بعد الإصابة وحصول المخالفة.
ودور التوبة منحصر في المرحلة الثانية لانها مطلوبة من العبد لتكون عملية تطهير وتنظيف للنفس من اوساخ الذنوب كما هو واضح.
دور الصلاة في تحقق الطهارة الروحية والجسمية :
والآن نلقي نظرة خاطفة خلال وقفة تأمل في دور كل واحدة من العبادات في مجال الوقاية والعلاج ولنبدأ بأهمها وهو الصلاة لكونها عمود الدين كما المعروف فنقول :
ان الصلاة حمام روحي وجسمي لاقتضائها بطبيعتها تنظيف الجسم والثوب مع اقتضائها ايضا نظافة الروح والنفس والضمير مما يعلق بها اثناء انطلاقها في درب الحياة من اوساخ الخطايا باعتبار انها في واقعها صلة النفس البشرية وارتباطها المعنوي بالمبدأ الاعلى فكريا وروحيا وهذا يقتضي بطبعه قربها من الحق والهدى والخير وبعدها في المقابل عن الباطل والضلال والشر ـ وهذا هو الوجه في اقتضاء الصلاة النهي والانتهاء عن الفحشاء والمنكر كما هو مضمون الآية الكريمة وبهذا الاعتبار شبهها الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحوض الذي يكون في دار الشخص فكما انه اذا اغتسل ونظف جسمه به خمس مرات في اليوم لا يبقى على جسمه شيء من الوسخ المادي ـ كذلك الصلاة التي يلتزم المؤمن بالاتيان بها يوميا خمس مرات لا تبقي على روحه ونفسه شيئا من اوساخ الذنوب.