للرسول والرسالة كما أقدم علي على أن يقدم نفسه المطمئنة فداء لهما
نجاح الرسول وعلي عليهالسلام في امتحان التكليف الظاهري :
وقد نال النجاح الباهر في هذا الامتحان الصعب وبالدرجة التي نالها النبيان المذكوران واذا كان فداء اسماعيل وصونه من الذبح بذبح عظيم فإن فداء الإمام علي عليهالسلام وحفظه من القتل كان بتخطيط سماوي سليم وتقدير حكيم من اجل ان يقوم بدوره البارز بعد ذلك مع الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم في ميدان الجهاد والتضحية في سبيل نصر الدين ونشره في الآفاق ليعرفه الناس على حقيقته وواقعه فيدخلوا فيه أفواجا بعد حصول النصر العظيم والفتح المبين كما تحقق ذلك بحول الله وقوته.
وحاصل الجواب على السؤال الثاني : ان المصيبة مرة يحصل للإنسان بإرادته وسوء اختياره واخرى تحصل له بسبب ظلم الآخرين له وثالثة تحصل بقدر وقضاء من السماء.
أما النوع الاول : من المصيبة فلا تصح نسبته الى الله سبحانه لنحتاج الى السؤال عن الوجه في حصوله لهذا الشخص بعد البناء على ما هو الصحيح من ان الإنسان مخير في اعماله وليس مجبورا عليها وبذلك يندفع الاشكال ولا يبقى موضوع للسؤال ويكون هذا الإنسان مصداقا لقوله تعالى : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) (١).
وبذلك يعرف الجواب بالنسبة الى النوع الثاني من المصيبة : وهو الحاصل للشخص بسبب ظلم غيره له لان الله سبحانه وان اقتضت حكمته ان يخلق الإنسان حراً مختاراً في افعاله من الناحية التكوينية ولكنه
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ١١٨.