وفي الدر المنثور في قوله تعالى : « وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا » الآية ، أخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق ـ وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ـ ويقتل الصبيان فيجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ـ ويخرج رجل من أهل بيتي فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده ـ فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه ـ حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم ـ فلا ينجو منهم إلا المخبر منهم.
أقول : والرواية مستفيضة من طرق أهل السنة مختصرة أو مفصلة وقد رووها من طرق مختلفة عن ابن عباس وابن مسعود وحذيفة وأبي هريرة وجد عمرو بن شعيب وأم سلمة وصفية وعائشة وحفصة أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ونفيرة امرأة القعقاع عن سعيد بن جبير موقوفا.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ » حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : والله لكأني أنظر إلى القائم عليهالسلام ـ وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ـ ثم يقول : يا أيها الناس ـ من يحاجني في الله. فأنا أولى بالله ـ أيها الناس من يحاجني بآدم فأنا أولى بآدم. أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح. أيها الناس من يحاجني بإبراهيم فأنا أولى بإبراهيم. أيها الناس من يحاجني بموسى فأنا أولى بموسى. أيها الناس من يحاجني بعيسى فأنا أولى بعيسى. أيها الناس من يحاجني بمحمد فأنا أولى بمحمد. أيها الناس من يحاجني بكتاب الله فأنا أولى بكتاب الله ـ.
ثم ينتهي إلى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه. ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : هو والله المضطر في كتاب الله ـ في قوله : « أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ».
فيكون أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمائة والثلاثة عشر ـ فمن كان ابتلي بالمسير وافى ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ـ وهو قول أمير المؤمنين عليهالسلام : هم المفقودون عن فرشهم وذلك قول الله : « فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً » قال : الخيرات الولاية ، وقال في موضع آخر : « وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ »