أقول : وروي ما يقرب منه أيضا عن عائشة وأبي موسى الأشعري وعروة.
وفي نهج البلاغة : ثم أداء الأمانة فقد خاب من ليس من أهلها ـ إنها عرضت على السماوات المبنية والأرض المدحوة ـ والجبال ذات الطول المنصوبة فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها ـ ولو امتنع شيء بطول أو عرض أو قوة أو عز لأمتنعن ـ ولكن أشفقن من العقوبة ، وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن ـ وهو الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.
وفي الكافي ، بإسناده عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قول الله عز وجل : « إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ » الآية ، قال : هي ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
أقول : المراد بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ما كان هو أول فاتح لبابه من هذه الأمة وهو كون الإنسان ، بحيث يتولى الله سبحانه أمره بمجاهدته فيه بإخلاص العبودية له دون الولاية بمعنى المحبة أو بمعنى الإمامة وإن كان ظاهر بعض الروايات ذلك بنوع من الجري والانطباق.