آخر الزمان كما تقدمت الإشارة إليه في تفسير قوله : « وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ » الآية : يونس : ٤٧.
وكيف كان فالمراد بالآيتين استعجال المشركين بالفتح والجواب أنه فتح لا ينفع حال الذين كفروا إيمانهم لأنه ظرف لا ينفع نفسا إيمانها ولا أن العذاب يمهلهم وينظرهم.
قوله تعالى : « فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ » أمر بالإعراض عنهم وانتظار الفتح كما أنهم ينتظرون وإنما كانوا منتظرين موته أو قتله صلىاللهعليهوآله وبالجملة انقطاع دابر دعوته الحقة فلينتظر هو كما هم ينتظرون حتى يظهر الله الحق على الباطل والمحق على المبطل.
ومن هذا السياق يظهر أن المراد بالفتح الفتح الدنيوي.
( بحث روائي )
في الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ » ، قال : هم الذين لا ينامون قبل العشاء فأثنى عليهم ـ فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه ـ فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير.
أقول : ورواها أيضا فيه بطرق أخر موصولة وموقوفة ، وروى صدر الحديث الشيخ في أماليه بالإسناد عن الصادق عليهالسلام في الآية ولفظه كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة.
وفي الكافي ، بإسناده عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ألا أخبرك بالإسلام أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قلت : بلى جعلت فداك. قال : أما أصله فالصلاة وفرعه الزكاة وذروة سنامه الجهاد.
ثم قال : إن شئت أخبرتك بأبواب الخير : قلت : نعم جعلت فداك. قال : الصوم جنة والصدقة تذهب بالخطيئة ـ وقيام الرجل في جوف الليل يذكر الله ثم قرأ : « تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ».