(سورة النمل مكية وهي ثلاث وتسعون آية)
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦) ).
( بيان )
غرض السورة ـ على ما تدل عليه آيات صدرها والآيات الخمس الخاتمة لها ـ التبشير والإنذار وقد استشهد لذلك بطرف من قصص موسى وداود وسليمان وصالح ولوط عليهالسلام ثم عقبها ببيان نبذة من أصول المعارف كوحدانيته تعالى في الربوبية والمعاد وغير ذلك.
قوله تعالى : « تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ » الإشارة بتلك ـ كما مر في أول سورة الشعراء ـ إلى آيات السورة مما ستنزل بعد وما نزلت قبل ، والتعبير باللفظ الخاص بالبعيد للدلالة على رفعة قدرها وبعد منالها.
والقرآن اسم للكتاب باعتبار كونه مقروا ، والمبين من الإبانة بمعنى الإظهار ، وتنكير « الْقُرْآنِ » للتفخيم أي تلك الآيات الرفيعة القدر التي ننزلها آيات الكتاب وآيات كتاب مقرو عظيم الشأن مبين لمقاصده من غير إبهام ولا تعقيد.