أقول : وهذا المعنى مروي فيه وفي غيره عنه وعن أبيه عليهالسلام بغير واحد من الطرق.
وفي الكافي ، أيضا بإسناده عن عبد الأعلى وبإسناد آخر عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : في حديث وضع المؤمن في قبره. ثم يفسحان يعني الملكين في قبره مد بصره ـ ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ويقولان له : نم قرير العين نوم الشاب الناعم فإن الله يقول : « أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ».
أقول : والرواية ـ كما ترى ـ تجعل الآية من آيات البرزخ ، وتشير بقوله : ويقال له : نم « إلخ » إلى نكتة التعبير في الآية بالمقيل فليتنبه.
وفي الدر المنثور ، أخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر ـ إلا صنع طعاما فدعا إليه أهل مكة كلهم ـ وكان يكثر مجالسة النبي صلىاللهعليهوآله ويعجبه حديثه ـ وغلب عليه الشقاء.
فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ـ ثم دعا رسول الله عليهالسلام إلى طعامه فقال : ما أنا بالذي آكل من طعامك ـ حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ـ فقال : أطعم يا ابن أخي. قال : ما أنا بالذي أفعل حتى تقول ، فشهد بذلك وطعم من طعامه.
فبلغ ذلك أبي بن خلف فأتاه فقال ـ أصبوت يا عقبة؟ ـ. وكان خليله ـ فقال : لا والله ما صبوت ولكن دخل علي رجل ـ فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له ـ فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم ـ فشهدت له فطعم ، فقال : ما أنا بالذي أرضى عنك ـ حتى تأتيه فتبزق في وجهه ففعل عقبة ـ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا ألقاك خارجا من مكة ـ إلا علوت رأسك بالسيف ـ فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ـ ولم يقتل من الأسارى يومئذ غيره.
أقول : وقد ورد في غير واحد من الروايات في قوله تعالى : « يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً » ، أن السبيل هو علي عليهالسلام وهو من بطن القرآن أو من قبيل الجري وليس من التفسير في شيء.