وفي أمالي الصدوق ، عن النبي صلىاللهعليهوآله في حديث : يا علي أنت وشيعتك على الحوض ـ تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ـ وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش ، يفزع الناس ولا تفزعون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ـ فيكم نزلت هذه الآية « إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ـ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ » وفيكم نزلت « لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ـ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ».
أقول : معنى نزولها فيهم جريها فيهم أو دخولهم فيمن نزلت فيه وقد وردت روايات كثيرة في جماعة من المؤمنين عدوا ممن تجري فيه الآيتان وخاصة الثانية كمن قرأ القرآن محتسبا ، وأم به قوما محتسبا ، ورجل أذن محتسبا ومملوك أدى حق الله وحق مواليه رواه في المجمع ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله : ، والمتحابين في الله والمدلجين في الظلم والمهاجرين روى في الدر المنثور ، الأول عن أبي الدرداء ، والثاني عن أبي أمامة ، والثالث عن الخدري جميعا عن النبي صلىاللهعليهوآله وقد عد في أحاديث أئمة أهل البيت عليهالسلام ممن تجري فيه الآية خلق كثير.
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد عن علي : في قوله : « كَطَيِّ السِّجِلِّ » قال : ملك.
أقول : ورواه أيضا عن ابن أبي حاتم وابن عساكر عن الباقر عليهالسلام في حديث.
وفي تفسير القمي : وأما قوله : « يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ » ـ قال : السجل اسم الملك الذي يطوي الكتب ، ومعنى يطويها يفنيها ـ فتتحول دخانا والأرض نيرانا.
وفي نهج البلاغة ، في وصف الأموات : استبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالسعة ضيقا ، وبالأهل غربة ، وبالنور ظلمة ، فجاءوها كما فارقوها حفاة عراة ـ قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة والدار الباقية ـ كما قال سبحانه : « كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ـ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ ».
أقول : استشهاده عليهالسلام بالآية يقبل الانطباق على كل من معنيي الإعادة أعني إعادة الخلق إلى ما بدءوا منه وإعادة الخلق بمعنى إحيائهم بعد موتهم كما كانوا قبل موتهم ، وقد تقدم المعنيان في بيان الآية.