ويؤيد هذا المعنى قوله بعد : « وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً » فإن سياق قوله : لا تعجل به وقل رب زدني ، يفيد أن المراد هو الاستبدال أي بدل الاستعجال في قراءة ما لم ينزل بعد ، طلبك زيادة العلم ويئول المعنى إلى أنك تعجل بقراءة ما لم ينزل بعد لأن عندك علما به في الجملة لكن لا تكتف به واطلب من الله علما جديدا بالصبر واستماع بقية الوحي.
وهذه الآية مما يؤيد ما ورد من الروايات أن للقرآن نزولا دفعة واحدة غير نزوله نجوما على النبي صلىاللهعليهوآله فلو لا علم ما منه بالقرآن قبل ذلك لم يكن لعجله بقراءة ما لم ينزل منه بعد معنى.
وقيل : المراد بالآية ولا تعجل بقراءة القرآن لأصحابك وإملائه عليهم من قبل أن يتبين لك معانيه ، وأنت خبير بأن لفظ الآية لا تعلق له بهذا المعنى.
وقيل : المراد ولا تسأل إنزال القرآن قبل أن يقضي الله وحيه إليك ، وهو كسابقه غير منطبق على لفظ الآية.
( بحث روائي )
في تفسير القمي : في قوله تعالى : « إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً » قال : أعلمهم وأصلحهم يقولون : « إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً ».
وفي المجمع : قيل إن رجلا من ثقيف سأل النبي صلىاللهعليهوآله : كيف تكون الجبال مع عظمها يوم القيامة؟ فقال : إن الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال ـ ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها.
أقول : وروى هذا المعنى في الدر المنثور ، عن ابن المنذر عن ابن جريح ولفظه : قالت قريش : يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت : « وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ » الآية
وفي تفسير القمي : في قوله تعالى : « لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً » قال : الأمت : الارتفاع ، والعوج : الحزون والذكوات.
وفيه : في قوله تعالى : « يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ » قال : مناد من عند الله عز وجل.