« وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى » ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : هو العقاب يا عمرو ـ إنه من زعم أن الله عز وجل زال من شيء إلى شيء ـ فقد وصفه صفة مخلوق ، إن الله عز وجل لا يستفزه شيء ولا يغيره.
أقول : وروى ما في معناه الطبرسي في الاحتجاج مرسلا.
وفي الكافي ، بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى لا يقبل إلا العمل الصالح ـ ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود ـ فمن وفى لله بشرطه واستعمل ما وصف في عهده ـ نال ما عنده واستكمل وعده ـ إن الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى ، وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون؟ فقال : « وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى » ـ وقال : « إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ » ـ فمن اتقى الله فيما أمره ـ لقي الله مؤمنا بما جاء به محمد صلىاللهعليهوآله.
وفي المجمع : قال أبو جعفر عليهالسلام : « ثُمَّ اهْتَدى » إلى ولايتنا أهل البيت ـ فو الله لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ـ ثم مات ـ ولم يجيء بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه : ، رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده وأورده العياشي في تفسيره ، بعدة طرق.
أقول : ورواه في الكافي ، بإسناده عن سدير عنه عليهالسلام وفي تفسير القمي ، بإسناده عن الحارث بن عمر عنه (ع) وفي مناقب ابن شهرآشوب ، عن أبي الجارود وأبي الصباح الكناسي عن الصادق عليهالسلام وعن أبي حمزة عن السجاد عليهالسلام : مثله ولفظه : إلينا أهل البيت.
والمراد بالولاية في الحديث ولاية أمر الناس في دينهم ودنياهم وهي المرجعية في أخذ معارف الدين وشرائعه وفي إدارة أمور المجتمع ، وقد كانت للنبي صلىاللهعليهوآله كما ينص عليه الكتاب في أمثال قوله : « النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ » ثم جعلت لعترته أهل بيته بعده في الكتاب بمثل آية الولاية وبما تواتر عنه صلىاللهعليهوآله من حديث الثقلين وحديث المنزلة ونظائرهما.
والآية وإن وقعت بين آيات خوطب بها بنو إسرائيل وظاهرها ذلك لكنها غير مقيدة بشيء يخصها بهم ويمنع جريانها في غيرهم فهي جارية في غيرهم كما تجري فيهم