فقال اليهودي : درمكة بأبي أنت ، قال : فضحك ثم قال : قاتل الله اليهود هل
تدرون ما الدرمكة؟ لباب الخبز.
وفيه ، أخرج
أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال :
أتى النبي صلىاللهعليهوآله حبر من اليهود وقال : أرأيت إذ يقول الله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) فأين الخلق عند ذلك؟ قال : أضياف الله لن يعجزهم ما
لديه.
أقول : واختلاف
الروايات في تفسير التبديل لا يخلو عن دلالة على أنها أمثال مضروبة للتقريب
والمسلم من معنى التبدل أن حقيقة الأرض والسماء وما فيهما يومئذ هي هي غير أن
النظام الجاري فيهما يومئذ هو غير النظام الجاري فيهما في الدنيا.
وفي المعاني ،
بإسناده عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : لقد خلق الله عز وجل في الأرض ـ منذ خلقها سبعة
عالمين ليس فيهم من ولد آدم ، خلقهم من أديم الأرض ـ فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد
مع عالمه ـ.
ثم خلق الله عز
وجل آدم أبا البشر ـ وخلق ذريته منه ـ لا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين
منذ خلقها ، ولا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة ـ منذ خلقها عز وجل لعلكم ترون
إذا كان يوم القيامة ـ وصير أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة ـ وصير أبدان أهل
النار مع أرواحهم في النار ـ إن الله تعالى لا يعبد في بلاده ـ ولا يخلق خلقا
يعبدونه ويوحدونه؟ بلى والله ليخلقن الله خلقا من غير فحولة ـ ولا إناث يعبدونه
ويوحدونه ويعظمونه ـ ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلهم ـ أليس الله عز وجل يقول :
( يَوْمَ تُبَدَّلُ
الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ )؟ وقد قال عز وجل : ( أَفَعَيِينا
بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ).
أقول : ورواه
العياشي ، في تفسيره عن محمد بن مسلم عنه عليهالسلام : مثله ، وهو غير المعاني التي أوردناها سابقا.
وفي تفسير
القمي ، قوله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ
الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال تبدل خبزة بيضاء في الموقف يأكل منها المؤمنون ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ
مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ) قال : قال : مقرنين بعضهم إلى بعض ( سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ ) قال : قال : السرابيل القميص.