قوله تعالى : ( وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ) إلخ ضمير لهم للمشركين والمراد بالذي اختلفوا فيه هو الحق من اعتقاد وعمل فيكون المراد بالتبين الإيضاح والكشف لإتمام الحجة ، والدليل على هذا الذي ذكرنا تفريق أمر المؤمنين منهم وإفرادهم بالذكر في قوله : ( وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ).
والمعنى : هذا حال الناس في الاختلاف في المعارف الحقة والأحكام الإلهية وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتكشف لهؤلاء المختلفين الحق الذي اختلف فيه فيتم لهم الحجة ، وليكون هدى ورحمة لقوم يؤمنون يهديهم الله به إلى الحق ويرحمهم بالإيمان به والعمل.
( بحث روائي )
في الكافي ، بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ـ قال : الذكر محمد ونحن أهله المسئولون الحديث.
أقول : يشير عليهالسلام إلى قوله تعالى : ( قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً ) الطلاق : ١١ وفي معناه روايات كثيرة.
وفي تفسير البرهان ، عن البرقي بإسناده عن عبد الكريم بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال جل ذكره : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ـ قال : الكتاب الذكر وأهله آل محمد عليهالسلام ـ أمر الله عز وجل بسؤالهم ولم يأمر بسؤال الجهال ـ وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ـ وقال تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ).
أقول : وهذا احتجاج على كونهم أهل الذكر بأن الذكر هو القرآن وأنهم أهله لكونهم قوم رسول الله صلىاللهعليهوآله والآيتان في آخر الكلام للاستشهاد على ذلك كما صرح بذلك في غيره من الروايات ، وفي معنى الحديث أحاديث أخر.
وفي تفسير العياشي ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له إن من عندنا يزعمون أن قول الله تعالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ـ أنهم اليهود والنصارى فقال : إذا يدعونكم إلى دينهم قال ـ ثم قال : بيده إلى صدره : نحن أهل