الذي أنزله الله على نبيه صلىاللهعليهوآله ـ وقد جمعه فردوه واستغنوا عنه بما جمعه لهم زيد بن ثابت ـ ولو لم يكن بعض ما فيه مخالفا لبعض ما في مصحف زيد ـ لم يكن لحملة إليهم وإعلامهم ودعوتهم إليه وجه ، وقد كان عليهالسلام أعلم الناس بكتاب الله بعد نبيه صلىاللهعليهوآله ـ وقد أرجع الناس إليه في حديث الثقلين المتواتر وقال في الحديث المتفق عليه : علي مع الحق والحق مع علي.
الوجه الرابع : ما ورد من الروايات أنه يقع في هذه الأمة ما وقع في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة ، بالقذة وقد حرفت بنو إسرائيل كتاب نبيهم على ما يصرح به القرآن الكريم والروايات المأثورة ، فلا بد أن يقع نظيره في هذه الأمة فيحرفوا كتاب ربهم وهو القرآن الكريم.
ففي صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ـ حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموه ـ قلنا : يا رسول الله ـ بآبائنا وأمهاتنا اليهود والنصارى؟ قال : فمن؟
والرواية مستفيضة مروية في جوامع الحديث عن عدة من الصحابة كأبي سعيد الخدري ـ كما مر ـ وأبي هريرة وعبد الله بن عمر ، وابن عباس وحذيفة وعبد الله بن مسعود وسهل بن سعد وعمر بن عوف وعمرو بن العاص وشداد بن أوس والمستورد بن شداد في ألفاظ متقاربة.
وهي مروية مستفيضة من طرق الشيعة عن عدة من أئمة أهل البيت عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله كما في تفسير القمي ، عنه صلىاللهعليهوآله : لتركبن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ـ والقذة بالقذة لا تخطئون طريقهم ـ ولا تخطئ شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع ـ حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه ـ قالوا : اليهود والنصارى تعني يا رسول الله؟ قال : فمن أعني؟ لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ـ فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة وآخره الصلاة.
والجواب عن استدلالهم بإجماع الأمة على نفي تحريف القرآن بالزيادة بأنها حجة مدخولة لكونها دورية.
بيان ذلك : أن الإجماع ليس في نفسه حجة عقلية يقينية بل هو عند القائلين