لقوله عز اسمه : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) [الأنعام : ١٦٠] أفلا ترى أن الحسنة تَصْغُر بإضافتها إلى جزائها صِغر الواحد إلى العشرة؟
ولما كان جزاء السيئة إنما هو بمثلها لم تُحتقر إلى الجزاء عنها ، فعُلم بذلك قُوةُ فِعْل السيئة على فِعل الحسنة ، فإذا كان فعل السيئة ذاهبًا بصاحبه إلى هذه الغاية البعيدة المُترامية عُظِّم قَدْرُها ، وفُخِّم لفظ العبارة عنها فقيل : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) [البقرة : ٢٨٦] فزيد فى لفظ فعل السيئة ، وانتقُص من لفظ فعل الحسنة لما ذكرنا.
وقوله تعالى : (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) [المسد : ٢] وقيل : (ما كَسَبَ) هنا : ولده.
* وإنه لطيِّبُ الكَسْب ، والكِسْبة ، والمَكْسِبَة ، والمَكْسَبَة ، والكَسِيبة.
* وَكَسبْت الرجلَ خيرًا ، وأكسبه إياه ، والأولى أعلى ، قال :
يُعاتِبنى فى الدَّيْن قَوْمى وإنَّما |
|
دُيونىَ فى أشياءَ تَكْسِبُهم حَمْدا (١) |
ويُروى : « تُكْسِبُهم ».
* ورجل كَسُوب ، وكَسّاب.
* وكَسَابِ : اسم للذئب.
* وكَسَاب : من أسماء إناث الكلاب ، وكذلك : كَسْبةُ ، قال الأعشى :
*ولَزَّ كَسْبَةُ أخرَى فَرْعُها فَهِقُ* (٢)
* وكُسَيْبٌ : من أسماء الكلاب أيضا.
وكل ذلك تَفؤُّلٌ بالكَسب والاكتساب.
* وكُسَيْبٌ : اسم رجل.
وقيل : هو جد العجّاج لأمه قال له بعض مُهاجيه ، أُراه جريرا :
يا بن كُسَيْبٍ ما علينا مَبْذَخُ |
|
قد غَلبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ (٣) |
يعنى « بالكاعب » : ليلى الأخيلية ؛ لأنها هاجت العجاج فغلبته.
__________________
(١) البيت للمقنع الكندىّ فى حماسة البحترى ص ٢٤٠ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (كسب) ، (دين) ؛ وتهذيب اللغة (١٤ / ١٨٥) ؛ وتاج العروس (كسب). وفيه : (تعيرّنى بالدين) مكان (يعاتبنى في الدين) ، (تديَّنْتُ) مكان (ديونى).
(٢) الشطر للأعشى فى لسان العرب (كسب) ؛ وتاج العروس (كسب).
(٣) الرجز لجرير فى ديوانه ص ٧١٣ ؛ ولسان العرب (كسب) ؛ وتاج العروس (كسب) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٣٣٩ ؛ وبعده :* ثم أتت باب الأمير تصرخ *.