قال سيبويه : المِسْكين : من الألفاظ المُترحَّم بها ، تقول : مررت به المسكِينَ تنصبه على : أعنى ، وقد يجوز الجر على البدل ، والرفع على إضمار هو ، وفيه معنى الترحّم مع ذلك كما أن رحمة الله عليه ، وإن كان لفظه لفظ الخبر ، فمعناه معنى الدعاء ، قال : وكان يونس يقول : مررت به المسكينَ ، على الحال ، ويتوهم سقوط الألف واللام ، وهذا خطأ ؛ لأنه لا يجوز أن يكون حالاً وفيه الألف واللام ، ولو قلت هذا لقلت : مررت بعبد الله الظريفَ ، تريد ظريفا ، ولكن شئت حملته على الفعل كأنه قال : لقيت المسكينَ ، لأنه إذا قال : مررت به فكأنه قال : لقيته.
وحكى أيضا : إنه المِسْكينُ أحمقُ ، وتقديره : إنه أحمقُ ، وقوله : « المسكينُ » ، أى هو المسكين ، وذلك اعتراض بين اسم إن وخبرها.
والأنثى : مِسكينة ، قال سيبويه : شُبِّهت بفقيرة ، حيث لم تكن فى معنى الإكثار.
والجمع : مساكين.
وقد جاء مسكين : للأنثى ، قال تأبّط شَرّا :
قد أطْعَنُ الطَّعنةَ النَّجْلاء عن عُرُضٍ |
|
كفَرْج خَرْقاء وسْطَ الدّار مِسْكينِ (١) |
وإن شئت قلت : مِسْكينون ، كما تقول : فقيرون قال أبو الحسن : يعنى أن « مِفْعِيلاً » يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد ، نحو : مِحْضيرٍ ومِئْشيرٍ ، وإنما يكون ذلك مادامت الصيغة للمُبالغة ، فلما قالوا : مِسْكينة ، يَعنون المؤنث ، ولم يقصدوا به المبالغة شَبّهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون.
* والاسم : المَسْكنة.
* وسَكَن الرجلُ ، وأسْكن ، وتَمَسْكَن : صار مِسْكينا ، أثبتوا الزائد كما قالوا : « تَمَدْرَع » فى المِدْرَعة.
* قال اللحيانى : تسَكّن : كتَمَسْكن.
* وأصبح القومُ مُسْكِنين : أى ذوى مَسْكنة.
* وحكى : ما كان مِسْكينا.
* ولقد سَكَن الرَّجلُ ، وأسْكنَ : إذا صار مسكينا.
* وأسكَنه اللهُ : جعله مِسْكينا.
__________________
(١) البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ٢١٩ ؛ ولسان العرب (سكن) ؛ وتاج العروس (سكن).