وَكل ما قيل فى الخَمسة ، وما صُرِّف منها مَقُولٌ فى الخمسين وما صُرِّف منها ؛ وقول الشاعر :
علام قَتْلُ مُسلمٍ تَعَمُّدَا |
|
مَذ سَنةٌ وخَمِسُون عَدَدَا (١) |
بكسر الميم فى « خَمِسون ». احتاج إلى حركة الميم لإقامة الوزن ، ولم يفتحها لئلا يوهم أن الفتح أصلها ؛ لأن الفتح لا يُسكَّن ، ولا يجوز أن يكون حَركها عن سكون ؛ لأنّ مثل هذا الساكن لا يُحرّك بالفتح إلا فى ضرورة لا بُدَّ منه فيها ، ولكنه قدّر أنها فى الأصل « خمسون » كعشرة ، ثم أسكن ؛ فلما احتاج ردَّه إلى الأصل ، وآنَس به ما قدمناه من عَشرة.
* وحكى ابنُ الأعرابىّ عن أبى مَرْجَح : شَربتُ حَمَسَةَ هذا الكوز ؛ أى : خَمْسة بمثله.
* والخِمْس : أن تَرِد الإبلُ الماءَ اليوم الخامس ؛ والجمع : أخماس.
سيبويه لم يجاوز به هذا البناء.
* وقالوا : ضَرب أخماساً لأسداس : إذا أظهر أمراً يُكْنَى عنه بغيره.
قال ابن الأعرابى : أصل هذا أن شيخاً كان فى إبل له ومعه أولاده رجالا [يرعونها] ، قد طالت غُربتهم عن أهلهم ، فقال لهم ذات يوم : ارعَوْا إبلَكم رِبْعا ، فرعَوَها رِبْعاً نحوَ طريق أهلهم ؛ فقالوا له : لو رعيناها خِمْسا؟ فقال : ارعَوْها خِمْساً. فزادوا يوماً قِبَل أهالِيهم ، فقالوا : لو رعيناها سِدْساً؟ ففطن الشيخ لما يريدون ، فقال : ما أنتم إلا ضَرْبُ أخماسٍ لأسداس! وضربُ أخماس لأسداس! ما همّتكم رَعْيُها إنما همتكم أهْلُكم.
ثم ضُرب مثلا للذى يُراوغ صاحبه ويُريه أنه يُطيعه ؛ وأنشد [ابن الأعرابىّ لرجل من طيئ] :
فى مَوعدٍ قاله لى ثم أخلفه |
|
غداً غداً ضرْبُ أخماسٍ لأسداسِ (٢) |
* وقد خَمِسَتِ الإبل ، وأخمس صاحبُها : ورَدت إبلُه خِمْساً ؛ قال امرؤ القيس :
يُثِيرُ ويُبدِى تُرْبَها ويُهِيلُه |
|
إثارةَ نَبَّات الهَواجر مُخْمِسِ (٣) |
* والتَّخميسُ فى سقى الأرض : السَّقية التى بعد التَّرْبيع.
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (خمس) ، (يوم) ؛ وتاج العروس (خمس).
(٢) البيت لرجل من طيئ فى لسان العرب (خمس) ؛ وتاج العروس (خمس).
(٣) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٠٢ ؛ ولسان العرب (خمس) ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٢٤ ، ١٠٣٥ ؛ وتاج العروس (خمس).