الناس ـ إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان ـ عابد من العباد في حاجة ـ فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم ـ فوثب إليه فاعتنقه ثم قال : مرحبا بخليل الرحمن ـ فقال له يعقوب : لست بخليل الرحمن ـ ولكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال له الراهب : فما الذي بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال : الهم والحزن والسقم.
قال : فما جاز عتبة الباب حتى أوحى الله إليه : يا يعقوب شكوتني إلى العباد فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول : رب لا أعود فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك ـ فلا تعد إلى مثلها فما شكى شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا ـ إلا أنه قال يوما : « إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ ـ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ».
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد الرزاق وابن جرير عن مسلم بن يسار يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآله قال : من بث لم يصبر ثم قرأ « إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ ».
أقول : ورواه أيضا عن ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر عنه صلىاللهعليهوآله
وفي الكافي ، بإسناده عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له : أخبرني عن قول يعقوب لبنيه : « اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ » إنه كان يعلم أنه حي وقد فارقهم منذ عشرين سنة؟ قال : نعم. قلت : كيف علم؟ قال : إنه دعا في السحر ـ وقد سأل الله أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تربال ـ وهو ملك الموت فقال له تربال : ما حاجتك يا يعقوب؟ قال : أخبرني عن الأرواح ـ تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟ فقال : بل أقبضها متفرقة روحا روحا. قال : فمر بك روح يوسف؟ قال : لا ، فعند ذلك علم أنه حي فعند ذلك قال لولده : « اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ».
أقول : ورواه في المعاني ، بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عنه عليهالسلام وفيه : قال يعني يعقوب لملك الموت : أخبرني عن الأرواح تقبضها جملة أو تفاريق؟ قال : يقبضها أعواني متفرقة وتعرض علي مجتمعة ـ قال : فأسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ـ هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف؟ قال : لا ، فعند ذلك علم أنه حي.
وفي الدر المنثور ، أخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره وابن أبي الدنيا في كتاب