(ع) إنه أراد الإصلاح ودل على أنهم لا يفعلون حيث جمع بين المعنيين وللفظ بحسب أحدهما ـ وهو الثاني ـ مطابق دون الآخر فافهمه وارجع إلى ما قدمناه في البيان.
وفي معنى الأحاديث الثلاثة الأخيرة أخبار أخر مروية في الكافي ، والمعاني ، وتفسيري العياشي ، والقمي.
وفي تفسير العياشي ، عن إسماعيل بن همام قال : قال الرضا عليهالسلام : في قول الله تعالى : « إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ـ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ » قال : كان لإسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء والأكابر ، وكانت عند عمة يوسف ، وكان يوسف عندها ـ وكانت تحبه فبعث إليه أبوه أن ابعثه إلي وأرده إليك ـ فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة لأشمه ـ ثم أرسله إليك غدوة فلما أصبحت أخذت المنطقة ـ فربطها في حقوه وألبسته قميصا فبعثت به إليه ـ وقالت : سرقت المنطقة فوجدت عليه ، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة ـ فأخذته فكان عندها.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله : في قوله « إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ » قال : سرق يوسف عليهالسلام صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة ـ فكسره وألقاه في الطريق فعيره بذلك إخوته.
أقول : والرواية السابقة أقرب إلى الاعتماد ، وقد رويت بطرق أخرى عن الأئمة أهل البيت عليهالسلام ، ويؤيدها ما روي بغير واحد من طرق أهل البيت وطرق غيرهم : أن السجان قال ليوسف : إني لأحبك فقال : لا تحبني فإن عمتي أحبتني فنسبت إلي السرقة ـ وأبي أحبني فحسدني إخوتي وألقوني في الجب ، وامرأة العزيز أحبتني فألقوني في السجن.
وفي الكافي ، بإسناده عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قول الله عز وجل : « إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ » قال : كان يوسف يوسع المجلس ويستقرض المحتاج ـ ويعين الضعيف.
وفي تفسير البرهان ، عن الحسين بن سعيد في كتاب التمحيص عن جابر قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما الصبر الجميل؟ قال : ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من