وربما احتمل أن المراد تهديد مطلق الظالمين والمراد أنه ليست الحجارة أي أمطارها من عند الله من معشر الظالمين ومنهم قوم لوط الظالمون ببعيد ، ويكون وجه الالتفات في قوله : « عِنْدَ رَبِّكَ » أيضا التعريض لقوم النبي الظالمين المشركين.
( بحث روائي )
في الكافي ، بإسناده عن زكريا بن محمد [ عن أبيه ] عن عمرو عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله ـ فطلبهم إبليس الطلب الشديد ، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل ـ خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم ـ فلم يزل إبليس يعتادهم فكانوا إذا رجعوا ـ خرب إبليس ما يعملون ـ.
فقالوا بعضهم لبعض : تعالوا نرصد هذا الذي يخرب متاعنا ـ فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان ـ فقالوا له : أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد أخرى ، فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه فبيتوه عند رجل ـ فلما كان الليل صاح له فقال له : ما لك؟ فقال فإن : أبي ينومني على بطنه فقال له : تعال فنم على بطني ـ.
قال : فلم يزل يدلك الرجل ـ حتى علمه أن يفعل بنفسه فأولا علمه إبليس ـ والثاني علمه هو ثم انسل يفر منهم ، فأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ـ ويعجبهم منه وهم لا يعرفونه ـ فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض ـ ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم ـ حتى تنكب مدينتهم الناس ثم تركوا نسائهم ـ وأقبلوا على الغلمان ـ.
فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال جاء إلى النساء ـ فصير نفسه امرأة فقال لهن : إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض؟ قلن : نعم رأينا ذلك وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم ـ وإبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء ـ.
فلما كملت عليهم الحجة بعث الله ـ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان ـ عليهم أقبية فمروا بلوط وهو يحرث. قال : أين تريدون؟ ما رأيت أجمل منكم قط. فقالوا : إنا رسل سيدنا إلى رب هذه البلدة. قال : أولم يبلغ سيدكم ما يفعل