وفي الدر المنثور ، أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال : لقد قرأنا زمانا وما نرى أنا من أهلها ـ فإذا نحن المعنيون بها : « وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ».
وفيه ، أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال : هذه نزلت في أهل بدر خاصة ـ فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا ـ فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر.
وفيه ، أخرج أحمد والبزاز وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال : قلنا للزبير : يا أبا عبد الله ضيعتم الخليفة حتى قتل ـ ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال الزبير رضي الله عنه : إنا قرأنا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم « وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً » ـ ولم نكن نحسب أنا أهلها ـ حتى وقعت فينا حيث وقعت.
وفيه ، أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : علم والله ذوو الألباب من أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله ـ أنه سيكون فتن.
وفيه ، : أخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي في مسند الفردوسي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : في قوله : « وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ ـ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ » قيل : يا رسول الله ومن الناس؟ قال : أهل فارس.
أقول : والرواية لا تلائم سياق الآية.
وفيه : في قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ـ لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ » الآية : أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن أبا سفيان خرج من مكة ـ فأتى جبرائيل النبي صلىاللهعليهوآله فقال : إن أبا سفيان بمكان كذا وكذا ـ فاخرجوا إليه واكتموا ـ فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان ـ أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله : « لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ » الآية.
أقول : ومعنى الرواية قريب الانطباق على ما استفدناه من الآية في البيان المتقدم.