إعدادات
الميزان في تفسير القرآن [ ج ٩ ]
الميزان في تفسير القرآن [ ج ٩ ]
المؤلف :العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :415
تحمیل
والثاني : أن الرواية ـ كما اتضح لك ـ منقولة بالمعنى ، ومع ذلك لا يصلح ما وقع فيها من بعض الألفاظ لتفسير ما اتفقت عليه معظم الروايات الصحيحة الواردة من طرق الفريقين من لفظ الوحي المنقول فيها.
على أن قوله : « من أهل بيتي » في هذه لو صلح لتفسير ما وقع في سائر الروايات من « لفظ رجل منك » أو « رجل مني » لكان الواقع في رواية في سائر الروايات من لفظ رجل منك أو رجل مني لكان الواقع في رواية أبي سعيد الخدري السابقة من قوله عليهالسلام : « يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت » مفسرا لما في رواية أنس : « إلا رجل من أهل بيتي » أو « إلا رجل من أهلي » وما في سائر الروايات : « إلا رجل منك » أو « إلا رجل مني ».
فيعود هذه الألفاظ كناية عن شخص علي عليهالسلام ، بل الكناية بما لها من المعنى مشيرة إلى أنه من نفس النبي عليهالسلام ومن أهله ومن أهل بيته جميعا ، وهذا عين ما فر منه وزيادة.
والثالث : أن استفادة كونه عليهالسلام بمنزلة نفسه عليهالسلام ليست بمستندة إلى مجرد قوله صلىاللهعليهوآله : « رجل مني » كما حسبه فإن مجرد قول القائل : فلان مني لا يدل على تنزيله منزلته في جميع شئون وجوده ومماثلته إياه ، وإنما يدل على نوع من الاتصال والاتباع كما في قول إبراهيم عليهالسلام : « فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي » إبراهيم : ـ ٣٦ إلا بنوع من القرينة الدالة على عناية كلامية كقوله تعالى : « وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ».
بل إنما استفيد ذلك من قوله : « رجل مني » أو « رجل منك » بمعونة قوله : « لا يؤدي عنك إلا أنت » على البيان الذي تقدم وعلى هذا فلو كان هناك قوله : « لا يؤدي عني إلا رجل من أهلي أو رجل من أهل بيتي » لاستفيد منه عين ما استفيد من قوله : « لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك » وقوله : « لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني » مضافا (١) إلى أنه صلىاللهعليهوآله عده منه في خطابه أبا بكر وهو أيضا منه بالاتباع.
__________________
(١) وفي رواية الحاكم الآتية عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه عنه صلى الله عليه وآله فيما قاله لأهل الطائف : « والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي » فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر فأخد بيد علي فقال : « هذا » دلالة على هذا الفهم من جهة ما فيها من الترديد.