اليوم يبدو بعضه أو كله |
|
ـ فما بدا منه فلا أحله ـ |
فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة ـ فقالت : إن لي زوجا ـ.
وكانت سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل نزول سورة براءة ـ أن لا يقاتل إلا من قاتله ولا يحارب إلا من حاربه وأراده ، وقد كان أنزل عليه [ في ] ذلك « فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ـ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً » فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه ـ واعتزله حتى نزلت عليه سورة براءة ـ وأمره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله ـ إلا الذين قد عاهدهم رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم فتح مكة إلى مدة : منهم صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو ـ فقال الله عز وجل : « بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ـ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ـ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ » ثم يقتلون حيثما وجدوا بعد. هذه أشهر السياحة : ـ عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر ـ وشهر ربيع الأول وعشرا من ربيع الآخر ـ.
فلما نزلت الآيات من سورة براءة ـ دفعها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أبي بكر ـ وأمره أن يخرج إلى مكة ـ ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر ـ فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقال : يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك ـ.
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في طلب أبي بكر فلحقه بالروحاء ـ وأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقال : يا رسول الله ، أنزل الله في شيئا؟ فقال : لا ـ إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
وفي تفسير العياشي ، عن حرير عن أبي عبد الله عليهالسلام : أن رسول الله بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ـ ليقرأها على الناس فنزل جبرئيل ـ فقال : لا يبلغ عنك إلا علي ـ فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا ـ وأمر أن يركب ناقته العضباء ، وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ـ ويقرأها على الناس بمكة ـ فقال أبو بكر : أسخط؟ فقال : لا ـ إلا أنه أنزل عليه أنه لا يبلغ إلا رجل منك ـ.
فلما قدم على مكة وكان يوم النحر بعد الظهر ـ وهو يوم الحج الأكبر قام ثم قال : إني رسول رسول الله إليكم فقرأها عليهم : « بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ـ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ » عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر ـ وشهر ربيع الأول وعشرا من شهر ربيع الآخر ، وقال : لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة ـ