فانقرَض أصْلُه.
* وهَىَ كلمةٌ معناها التعجُّب ، وقيل : معناها : التأسُّفُ على الشىءِ يفوتُ ، وقد تقدَّم فى الهمز ، وأنشد ثعلَبٌ :
يا هَىَ ما لى قَلِقَتْ مَحاوِرِى |
|
وصارَ أشباهَ الفَغَى ضَرائِرِى (١) |
قال اللحيانىُّ : قال الكسائىُّ : يا هَىَ مالى ، ويا هَىَ ما أصحابُك ، لا يُهْمَزان ، قال : و « ما » فى مَوضعِ رَفعٍ ، كأنَّه قال : يا عَجَبَى.
* وهَيَّا هَيَّا : زَجْرٌ ، قال :
*فَقَدْ دَنا اللَّيْلُ فَهَيَّا هَيَّا* (٢)
ومن خفيف هذا الباب
* هِىَ : كنايةٌ عن الواحدِ المُؤَنَّثِ ، وقال الكسائىُّ : هىَ : أصلُها أن تكون على ثلاثةِ أحرُفٍ مثل أنت ، فيقال : هِىَ فعلَتْ ذاكَ ، وقال : هِىَ لغةُ هَمْدَان. ومن فى تلك الناحية ، وقال : وغيرهم من العرب يُخَفِّفُها ، وهو المُجتمع عليه ، فيقول : هِىَ فعلَتْ ذاك. وقال اللِّحيانىُّ : وحُكِى عنْ بعضِ بنى أسدٍ وقَيْسٍ ؛ هِىْ فَعَلتْ ذاكَ بإسكان الياءِ. وقال الكسائىُّ :
بعضُهم يُلْقِى الياءَ مِنْ هِىَ إذا كان قبلَها ألِفٌ ساكِنةٌ ، فيقول : حَتى هـ فعلَتْ ذاك. وإنما هـ فعلَتْ ذاك ، قال : وقال الكسائىُّ : لم أسمعهم يُلْقون الياءَ عند غير الألف ، إلا أنه أنشدنى هو ونُعَيم :
*دِيارُ سُعْدَى إذْ هـ مِنْ هَواكا* (٣)
بحذف الياء عند غير الألف ، وأما سيبويهِ فجعل حذف الياء والذى هنا ضرورة. وقوله :
فَقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً وَأرَّقَنِى |
|
فَقُلْتُ أهْىَ سَرَتْ أمْ عادَنِى حُلُمُ (٤) |
إنما أراد أهِىَ سَرَت ، فلما كانت أهِىَ كقولك : بَهِىَ خُفِّفَ على قولهم فى : بَهِىَ ، بَهْىَ وفى عَلِمَ عَلْمَ.
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (حور) ، (ضرر) ، (فغا) ، (هيا) ؛ وتاج العروس (حور) ، (ضرر) ، (هوا) ؛ ومقاييس اللغة (٢ / ٢٤٩) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٣٠) ؛ وأساس البلاغة (حور).
(٢) الرجز لابن ميادة فى ديوانه ص ٢٣٧ ؛ ولسان العرب (جلذ) ، (هيا) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس (جلذ) ، (هيا) ؛ ولسان العرب (دوم) ، (هيا) ؛ ومجمل اللغة (١ / ٤٧٢) ؛ ومقاييس اللغة (١ / ٤٥٢).
(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (هيا) ؛ وتاج العروس (هوا) ، (ها).
(٤) البيت لزياد بن منقذ فى خزانة الأدب (٥ / ٢٤٤) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (هيا).