وتكون بمنزلةِ أمْ للاستفهام.
وتكون بمنزلةِ بَلْ.
وتَكون بمنزلة قد ، كقولة عَزَّ وجَلَّ : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان : ١] وقولُهُ عَزَّ وجَلَ (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) [ق : ٣٠] قالوا : معناه : قد امتلأتِ ، قال ابنُ جِنى : هذا تفسير على المعنى دون اللفظ ، وهلْ مُبْقاة على استفهامها ، وقولُها : (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) أى أتعلم يا رَبَّنا أن عِندى مزيدا ؛ فجواب هذا منه عَز اسمُه : لا ، أى فكما تَعلمُ أن لا مزيدَ فَحسبى ما عندى.
وتكون بمعنى الجزاءِ.
وتكون بمعنى الجَحْدِ.
وتكون بمعنى الأمرِ ، قال الفراء : سمِعتُ أعرابيّا يقول : هَل أنتَ ساكت ، بمعنى اسكتْ.
هذا كله قول ثعلب ورِوايته.
وجعل أبو الدُّقَيش هلْ التى للاستفهام اسماً فَأعرَبه وأدخل عليه الألِفَ واللامَ ، وذلك أنه قال له الخليلُ : هل لك فى زبدٍ وَتمرٍ؟ فقال أبو الدُّقَيش : أشَدُّ الهَلِ وأوحاه ، فجعله اسماً كما ترى ، وعرّفه بالألفِ واللام ، وزاد فى الاحتياط بأن شَدّده غيرَ مُضطَرّ ، لتكتمِل له عِدَّةُ حُروفِ الأصولِ وهى الثلاثة ، وسمعه أبو نُواسٍ فَتلاه ، فقال للفَضلِ بن الربيعِ :
هَلْ لكَ ـ والهَلُ خِيَرْ ـ |
|
فيمنْ إذا غبِتَ حَضرْ (١) |
وقوله :
وإنَّ شفائى عَبْرَةٌ مُهَراقة |
|
فَهلْ عندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ (٢) |
قال ابن جِنى : هذا ظاهِره استفهام لِنَفسه ، ومعناه التحضيضُ لها على البكاء ، كما تقول : أحسَنتَ إلىَ فهل أشكُرك؟ أى فلأشكُرنَّك ، وقد زُرتنى فهَل أُكافئُكَ؟ قال ابنُ جِنى : وقوله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) يمكن عندى أن تكون مُبقاةً فى هذا الوضع على بابِها من الاستفهام. فكأنه قال : ـ والله أعلم ـ وهل أَتى على الإنسانِ هذا؟ فلا بدَّ فى جوابهم من نعَم مَلفوظا بها أو مُقَدَّرةً ، أى فكما أن ذلك كذلك فينبغى للإنسان
__________________
(١) الرجز لأبى نواس فى ديوانه (١ / ٥١٢) ؛ ولسان العرب (هلل) ، وتاج العروس (هلل) ؛ ويروى عجزه فى اللسان : * في ماجد ثبت الغدر؟ *.
(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٩ ؛ وخزانة الأدب (٣ / ٤٤٨) ، (٥ / ٢٧٧) ؛ ولسان العرب (عول) ، (هلل) ؛ وبلا نسبة فى خزانة الأدب (٩ / ٢٧٤) ؛ وهمع الهوامع (٢ / ٧٧).