يحمى الصَّرِيمِةَ أُحْدانُ الرّجالِ له |
|
صَيْدٌ ، ومُجَترِئٌ بالليلِ هَمَّاسُ (١) |
وأمَّا قولُه :
*طارُوا إليه زَرافاتٍ وأُحْدانَا* (٢)
فقد يجوزُ أن يَعنِىَ : أفرادًا ، وهو أجودُ لقولِه : زَرافاتٍ ، وقد يجوزُ أن يَعنِىَ به الشجعانَ الذين لا نظيرَ لهم فى البأسِ.
وأمَّا قولُه :
لِيَهْنِئْ تُراثى لا مرِئٍ غيرِ ذِلَّةٍ |
|
صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ |
سَرِيعاتُ مَوْتٍ رَيّثَاتُ إفاقَةٍ |
|
إذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهنَّ خفِيف (٣) |
فإنَّه عَنَى بالأُحدانِ السّهامَ الأفرادَ التى لا نظيرَ لها ، وأرادَ : لا مرئٍ غيرِ ذى ذِلَّةٍ أو غيرِ ذَليلٍ ، والصنابِرُ السّهامُ الرّقاقُ ، والحفيفُ الصوْتُ ، والريِّثاتُ البطاءُ ، وقولُه :
*سريعاتُ موتٍ ريِّثاتُ إفاقَةٍ*
يقولُ : يُمِتْن مَن رُمِىَ بهن لا يُفيقُ منهن سَرِيعاً ؛ وحَمْلُهن خفيفٌ ، على مَن يَحْملُهنَّ.
وحَكَى « اللحيانىُّ » : عَدَدْتُ الدراهِمَ أفراداً ووِحاداً ، قال : وقال بعضُهم أعْدَدتُ الدراهِمَ أفراداً ووِحاداً ثم قال : ولا أدرى أعددتُ ، أمِنَ العَدَدِ أم من العُدَّةِ.
والوَحَدُ والأحَدُ كالواحِدِ ، همزتُه بدَلٌ من واو.
وأحدَ عشرَ أيضا ، همزتُه بَدَلٌ من وَاوٍ.
وحادِى عَشَرَ ، مقلوبُ موضعِ الفاءِ إلى اللامِ ، لا يُستَعمل إلا كذلك ، وهو فاعِلٌ نُقِلَ إلى عالِفٍ فانقلبت الواوُ التى هى الأصلُ ياءً لانكسارِ ما قَبْلَها.
وحَكَى « يعقوبُ » : مَعى عَشَرةٌ فإحداهُنَ لى ، أى اجعلهنَ أحَدَ عَشَرَ ، ورواه «الفَرَّاءُ» : فأحدهنَ لى ، أى اجعَلْهنَّ كذلك ؛ وظاهرُ ذلك يُؤْنِسُ بأن الحادى فاعِلٌ ، والوجهُ ـ إن كانَ
__________________
(١) البيت لمالك بن خالد (أو خويلد) الخناعى الهذلى فى لسان العرب (عرس) ؛ ولأبى ذؤيب أو لمالك بن خالد فى شرح أشعار الهذليين (١ / ٢٢٦ ، ٢٢٧) ؛ ولمالك أو لأبى ذؤيب أو لأمية بن أبى عائذ فى خزانة الأدب (١٠ / ٩٥ ، ٩٧) ؛ وللهذلى فى لسان العرب (وحد) ، (فرس).
(٢) البيت لقريط بن أنيف العنبرى فى تاج العروس (طير) ، (زرف) ؛ وللعنبرى فى تاج العروس (طير) ؛ ولسان العرب (طير) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس (وحد) ؛ ولسان العرب (وحد). وصدر البيت : * قوم إذا الشر أبدي ناجذيه لهم *. وفيه : (ووحداناً) مكان (وأحدانا).
(٣) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب (ريث) ، (وحد) ، (صنبر) ، (ذلل) ؛ وتهذيب اللغة (١٢ / ٢٧١) ؛ وتاج العروس (وحد) ، (صنبر) ، (ذلل).