فأمَّا قولُه ، أنشده « ابنُ جنىّ » لبعضِ الرجَّازِ :
وحُسَّدٍ أوْشَلْتُ من حِظاظِها |
|
على أحاسِى الغيْظِ واكتِظاظِها (١) |
فعندى أنَّه جَمَعَ حسَاءٍ على غير قياسٍ ، وقد يكونُ جمعَ أُحْسِيَّةٍ وأُحسُوَّةٍ كأُهْجيَّةٍ وأُهجُوَّةٍ ، غير أننى لم أَسمَعْه ولا رأَيْتُه إلا فى هذا الشِّعرِ.
والحَسْوَةُ : المَرَّةُ الواحِدَةُ ، وقيل : الحَسْوَةُ والحُسْوَةُ لُغَتانِ ، وهذانِ المِثالانِ يَعتَقِبانِ على هذا الضْربِ كثيراً كالنَّعْبَةِ والنُّغْبَةِ ، والجَرْعةِ والجُرْعَةِ ؛ وفرَّقَ « يونسُ » بينَ هذينِ المِثالينِ فقال : الفَعْلَةُ للفِعْلِ ، والفُعْلَةُ للاسمِ.
ورجُلٌ حَسُوٌّ : كثيرُ التَّحَسّى.
* ويومٌ كحسْوِ الطائرِ : أى قصيرٌ.
مقلوبه : [ح و س]
* حاسَه حَوْسًا : كَحساه.
والحَوْسُ : انتِشارُ الغَارَة والقَتْل ، والتحرُّكُ فى ذلك ؛ وقيل : هو الضرْبُ فى الحربِ ؛ والمعانى مُقتربةٌ.
* وحَاسَ حَوْسًا : طلَبَ.
وحاسَ القوْمَ حَوْسا : طلَبَهم وداسَهم وقُرِىءَ : « فَحاسُوا خِلالَ الدّيارِ ».
* ورجُلٌ حَوَّاسٌ ؛ طَلَّابٌ بالليلِ.
وحاسَ القومَ حَوْساً : خالَطَهم ووطِئَهم ، وأهانَهم ، قال :
*يَحوسُ قبيلةً ويُبِيرُ أُخْرَى* (٢)
وفى حديثِ (٣) « عثمانَ » رضى اللهُ عنه : بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ ؛ أى تُخالِطُ قَلْبَك وتَحُثُّكَ وتُحَرّكُكَ على رُكوبها.
* وإنَّه لذو حَوُسٍ وحَويسٍ ، أى عَداوَةٍ ـ عن « كُراعَ ».
* والتَحَوُّسُ : الإقامَةُ كأنَّه يُريدُ سَفَراً ولا يَتَهِيَّأُ له لاشتغالِه بشىءٍ بعد شىءٍ.
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (حظظ) ، (كظظ) ، (وشل) ، (حسا) ؛ وتاج العروس (حظظ) ، (وشل) ، (حسا).
(٢) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب (حوس) ؛ وتاج العروس (حوس) ؛ وكتاب العين (٣ / ٢٧١).
(٣) ذكره أبو عبيد فى « غريب الحديث » ، (٢ / ١١١) عن عمر.