وقيل : الضُّحَى من طلوعِ الشمسِ إلى أن يرتفعَ النهارُ وتَبيضَّ الشمسُ جِداً ، ثم بعد ذلك الضَحاءُ إلى قريبٍ من نصفِ النهارِ. وقد تُسمى الشمسُ ضُحاً لظهورِها فى ذلك الوقتِ.
وأتيتك ضَحوةً ، أى ضُحىً ، لا تُستَعملُ إلا ظَرْفاً إذا عَنَيْتها من يومِكَ ، وكذلك جميعُ الأوقاتِ إذا عَنَيْتَها من يومِكَ أو لَيلتِكَ ، فإنْ لم تَعْنِ ذلك صَرَّفَتها بوجوهِ الإعرابِ وأجْرَيْتها مجرى سائر الأسماءِ.
والضَّحِيَّةُ لُغَةٌ فى الضَّحوَةِ ـ عن « ابنِ الأعرابىّ » ـ كما أن الغَدِيةَ لُغَةٌ فى الغَداةِ ، وسيأتى ذِكرُ الغَدِيةِ.
وضاحاه : أتاه ضُحىً. وأضْحَيْنا ، صِرْنا فى الضحَى وبَلَغْناها.
وأضحى يفعلُ ذلك ، أى صار فاعِلاً له فى وقتِ الضحَى.
* وضَحَّى بالشاةِ : ذَبحها ضُحَى النحْرِ ـ هذا هو الأصلُ ، وقد تُستَعمَلُ التضحِيَةُ فى جميع أوقاتِ يوم النحْرِ. والضحِيةُ ما ضَحَّيْتَ به وهى الأَضْحاةُ ، وجمعُها أَضْحىً ، يُذكَّرُ ويؤنثُ ، قال :
رأيْتُكُمُ بنى الحَذْواءِ لمَّا |
|
دَنا الأضْحَى وصللتِ اللِّحامُ (١) |
وقال :
ألا ليتَ شِعرِى هل تَعودَنَّ بعدها |
|
على الناسِ أَضْحى تجمعُ الناسَ أو فِطرُ (٢) |
قال « يعقوبُ » : سُمّىَ اليومُ أَضْحى بجمعِ الأضحاةِ التى هى الشاةُ.
والأُضْحِيَّةُ والإضْحِيَّةُ ، كالضَّحِيَّةِ. فأما قولُه يَرْثِى « عثمانَ » رحِمه اللهُ :
ضَحَّوْا بأشْمَطَ عُنوانُ السجودِ به |
|
يُقَطَّعُ الليلَ تَسبِيحاً وقُرآنا (٣) |
فإنه استعارَه ، وأرادَ قِراءَةً.
* والضاحِيَةُ من الإبِلِ والغَنمِ : التى تَشربُ ضُحىً.
وتَضَحَّت الإبِلُ : أكَلَتْ فى الضحى. وضَحَّيْتُها أنا. وفى المَثَلِ : ضَحِ ولا تَغْتَرّ. ولا
__________________
(١) البيت لأبى الغول الطهوى فى لسان العرب (لحم) ، (خذا) ، (ضحا) ؛ وتاج العروس (صلل) ، (لحم) ، (خذا) ، (ضحا) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (٥ / ١٥٣) ؛ ومقاييس اللغة (٣ / ٣٩٢) ؛ ومجمل اللغة (٣ / ٣٠٧) ؛ والمخصص (١٣ / ٩٩ ، ١٧ / ٢٦).
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ضحا) ؛ والمخصص (١٧ / ٢٦).
(٣) البيت لحسان بن ثابت ، وهو برواية صدره برواية مختلفة فى ديوانه ص ٢١٦ ؛ ولسان العرب (عنن) ، (ضحا) ؛ ولكثير بن عبد الله النهشلى فى الدرر (٥ / ٢١٤).