الحُروفِ ، ولا يُقالُ : حَيْرٌ ، إلا أنَّ « أبا عبيدٍ » قال فى تفسيرِ قولِ « رُؤبةَ » :
*حتى إذا ما هاج حِيرانُ الذُّرَقْ* (١)
الحيرانُ جمعُ حَيْرٍ ؛ ولم يَقُلْها أحدٌ غَيرُه ، ولا قالَها هو إلا فى تفسيرِ هذا البيتِ ، وليس ذلك أيضاً فى كلِّ نُسخه.
واستعملَ « حسَّانُ بنُ ثابتٍ » الحائرَ فى البحرِ فقال :
ولأنتِ أحْسَنُ إذ برزتِ لنا |
|
يومَ الخروجِ بساحةِ العَقْرِ |
من دُرَّةٍ أغْلَى بها مَلِكٌ |
|
ممَّا تربَّبَ حائرُ البَحْرِ (٢) |
والجمعُ من كلّ ذلك : حِيرَانٌ وحُورَانٌ.
وقالوا : لهذه الدار حائرٌ واسعٌ. والعامَّةُ تقولُ : حَيْرٌ ، وهو خطأٌ.
* والحائِرُ : كَربَلاءُ ، سُمّيَت بأحَدِ هذه الأشياءِ.
* واستحارَ المكانُ بالماءِ وتَحيَّرَ : تَمَلأ. وتَحَيَّر فيه الماءُ اجتَمع. وتحَيَّرَ الماءُ فى الغَيمِ اجتَمعَ ، وإنما سُمِّىَ مُجتَمعُ الماء حائِراً بِتَحَيُّرِه فيه يَرجِعُ أقصاه إلى أدناه.
وتحيَّرت الأرضُ بالماءِ لِكْثرتِه ، قال « لَبيدٌ » :
حتَّى تحَيَّرت الدِّبَارُ كأنَّها |
|
زَلَفٌ وأُلقِىَ قِتْبُها المحزومُ (٣) |
الدِبَارُ المَشارَاتُ ، والزَّلَفُ المصانِعُ.
واستَحارَ شبابُ المرأةِ وتَحيَّرَ ، امتلأ وبلغ الغايةَ ، قال « أبو ذؤيب » :
ثلاثةُ أحوالٍ فلمَّا تجرَّمَتْ |
|
إلينا بسوءٍ واستحارَ شبابُها (٤) |
وقال « النابغةُ الذبيانِىُّ » ـ وذكَرَ فَرْجَ المرأةِ :
__________________
(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ ولسان العرب (هيج) ، (حجر) ، (حير) ، (ذرق) ؛ وتهذيب اللغة (٤ / ١٣٤ ، ٥ / ٢٤١) ؛ وتاج العروس (هيج) ، (حجر) ، (حير) ، (ذرق) ؛ ومقاييس اللغة (٦ / ٢٣) ؛ والمخصص (١٠ / ١٢٩) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٦٩٤ ؛ ومقاييس اللغة (٢ / ١٠٠) ؛ والمخصص (١٠ / ١٩٨).
(٢) البيتان لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ١٩٠ ؛ ولسان العرب (ربب) ، (حير) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٣١) ؛ وأساس البلاغة (علو) ؛ وبلا نسبة فى المخصص.
(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٢٣ ؛ ولسان العرب (قتب) ، (حير) ، (زلف) ، (حزم) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ٢٣٢ ، ٩ / ٦٥ ، ١٣ / ٢١٣) ؛ وتاج العروس (حير) ، (زلف) ، (حزم) ؛ وكتاب العين (٧ / ٣٧٨) ؛ وأساس البلاغة (قتب) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (٩ / ١١٨ ، ١٠ / ٥٣).
(٤) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ٤٣ ؛ ولسان العرب (حير) ؛ وتاج العروس (حير) ؛ ومقاييس اللغة (٢ / ١٢٣) ؛ وأساس البلاغة (حير) ؛ وبلا نسبة فى مجمل اللغة (٢ / ١٢٦).