*إذا مَحارِمُ أحياءٍ عَرَضْنَ له* (١)
ويُروَى : *أحيانا عَرَضْنَ له*.
وحَىَ الطرِيقُ : استبانَ ، يُقالُ : إذا حَىَ لك الطريقُ فَخُذْ يُمنةً.
والحِىُ : الحياةُ ـ زعموا ـ قال « العجَّاجُ » :
كأنَّها إذ الحياةُ حِىُ |
|
وإذ زمانُ الناسِ دَغْفَلِىُ (٢) |
وكذلك الحيوانُ ، وفى التنزيلِ : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ) [العنكبوت : ٦٤] أى دارُ الحياةِ الدائمةِ.
والحيَوانُ : ماءٌ فى الجنَّةِ.
والحَيوانُ : جنسُ الحَىِ ، وأصلُه حيَيانٌ ، فقُلِبَتْ الياءُ التى هى لامٌ واوًا استِكْراهًا لتوالى الياءَيْن ليَختلِفَ الحرفانِ ـ هذا مذهبُ « الخليلِ » و « سيبويهِ » ، وذهبَ « أبو عثمانَ » إلى أنَ الحَيوانَ غيرُ مُبْدَلِ الواوِ ، وأن الواوَ فيه أصلٌ وإنْ لم يكُنْ منه فِعلٌ ، وشَبَّه هذا بقولِهم : فاظَ الميِّتُ يَفيظُ فَيْظًا وَفَوْظًا وإنْ لم يستَعمِلوا من فَوْظٍ فِعلاً ، كذلك الحيوانُ عِندَه مصدرٌ لم يُشْتَقَّ منه فعْلٌ. قال « أبو عَلِىّ » : هذا غيرُ مَرْضِىّ من « أبى عُثمانَ » مِن قِبَلِ أنَّه لا يَمْتَنعُ أن يكونَ فى الكلامِ مَصْدَرٌ عينُه واوٌ وفاؤه ولامُه صحيحانِ مثل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْلٍ ومَوْتٍ وأشباهِ ذلكَ ، فأمَّا أن يُوجَدَ فى الكلامِ كلمةٌ عينُها ياءٌ ولامُها واوٌ فَلا ، فحَمْلُه الحيوانَ على فَوظٍ خَطَأٌ لأنَّه شبَّه ما لا يوجَدُ فى الكلامِ بما هو موجودٌ مُطَّرِدٌ. قال « أبو عَلىّ » : وكأنَّهم إنما استجازوا قلْبَ الياءِ واوًا لِغَيرِ عِلَّةٍ وإن كانت الواوُ أثقلَ من الياءِ ليكونَ ذاك عوضًا للواوِ من كسرةِ دخولِ الياءِ وغَلَبِتها عليها.
* وحَيْوَةُ : اسمُ رجُلٍ ، قُلِبَت الياءُ واوًا فيه لِضرْبٍ من التَوَسُّعِ وكراهةً لِتضعيفِ الياءِ ، وإذا كانوا قد كرِهوا تضعيفَ الياءِ مع الفَصْلِ حتى دعاهم ذلك إلى التغييرِ فى حاحَيْتُ وهاهَيْتُ ، كان إبدالُ اللامِ فى حَيْوَةَ لِيختلفَ الحرفانِ أَحْرَى ، وانْضافَ إلى ذلكَ أنَّه عَلَمٌ ، والأعلامُ قد يَعرِضُ فيها ما لا يوجَدُ فى غيرِها ، نحو مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ.
__________________
(١) شطر بيت للحطيئة فى ديوانه ص ١٣ ؛ ولسان العرب (عثب) ، (حيا) ؛ وتهذيب اللغة (٢ / ٢٨٠) ؛ وتاج العروس (عتب). وعجز البيت : * لم ينبُ عنها وخاف الجور فاغتبنا *.
(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه (١ / ٤٨٦) ؛ ولسان العرب (حيا) ؛ وكتاب العين (٤ / ٤٦٦) ؛ وتهذيب اللغة (٨ / ٢٣٩) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٣ ، ٢٣٢ ، ١٠٥٣) ؛ وتاج العروس (حيا).