وسِرْنا إليها ثلاثَ ليالٍ مُنَحَّباتٍ ، أى دائباتٍ. ونَحَبَّنا سَيرَنا ، دأبْناه.
وقولُه ، أنشدَه « ثَعْلَبٌ » :
يَخِدْنَ بنا عَرْضَ الفَلاةِ وطولَها |
|
كما سارَ عن يُمنىَ يَدَيْه المُنَحِّبُ (١) |
فَسَّرَه فقال : هذا رجلٌ حَلَفَ إنْ لم أَغْلِبْ قطعْتُ يَدِى ، كأنَّه ذهَبَ به إلى معنى النَّذْرِ ؛ وعِندى أن هذا الرجُلَ جَرَتْ له الطَّيرُ مَيامينَ فأخَذَ ذاتَ اليمينِ عِلْما منه أن الخَيرَ فى تلك النَّاحيةِ ، ويجوز أن يُرِيدَ : كما صار بِيُمَنى يديه ، أى يَضرِبُ يُمَنى يَدَيه بالسَّوْطِ للناقةِ.
ونَحبَه السَّيرُ ، أجْهَدَه.
* وناحَبَ الرجُلَ ، حاكَمَه وفاخَرَه.
والنُّحْبَةُ : القُرْعةُ ، وهو من ذلك لأنها كالحاكِمةِ فى الاستهام ، ومنه الحديثُ : لو عَلِمَ الناسُ ما فى الصَّفِّ الأوَّلِ لاقتَتَلوا عليه وما تقدموا إلا بِنُحْبةٍ. ـ حَكاه « الهَرَوىُّ » فى (الغريبين).
مقلوبه : [ب ح ن]
* بَحْنَةُ : نخلةٌ معروفَةٌ. وبناتُ بَحْنَةَ ، ضَرْبٌ من النَّخْلِ طِوالٌ.
ويُقالُ للسِّياطِ بناتُ بَحنَةَ ، تشبيها بذلك.
* وبَحْنةُ وبُحَينةُ ، اسمُ امرأتَين ـ عن « أبى حنيفةَ ».
* والبَحْوَنُ : رَمْلٌ مُتراكِبٌ ، قال :
*مِنْ رَمْل تُرْنَى ذى الرُّكامِ البَحْوَنِ* (٢)
* ورجُلٌ بَحْوَنٌ وبَحْوَنَةٌ : كبيرُ البطنِ.
* وجُلَّةٌ بَحَوْنَةٌ ، عظيمةٌ. قال :
رَيَّانُ يَسَّرَ جُلَّةً مَكنوزةً |
|
دَسْماءَ بَحْونَة ووَطْبا مِجْزَما (٣) |
وكذلك الدلْوُ العظيمةُ.
__________________
(١) البيت للكميت بن زيد فى ديوانه (١ / ٩٦) ؛ ولسان العرب (نحب) ؛ وتهذيب اللغة (٥ / ١١٦) ؛ ومقاييس اللغة (٥ / ٤٠٤) ؛ وتاج العروس (نحب).
(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٦٢ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (بحن) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٨٥ ، ١١١٦ ، ١١٧٩ ؛ وتاج العروس (بحن).
(٣) البيت للأسود بن يعفر فى ديوانه ص ٥٩ ؛ ولسان العرب (بحن) ؛ وتاج العروس (بحن) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (١٠ / ١٢) ؛ وتاج العروس (جزم) ؛ ولسان العرب (جزم).