فسَّرَه فقال : يَذْهَبُ بنَفسِه حتى كأنه مَلِكٌ منْ ملوكِ حِمْيَر.
وحَمَّرَ الرجُلُ : تَكلَّمَ بِكلامِ حِمْيَرَ ، ومنه قولُ المَلِك الحِمْيَرِىِ ، مَلِك ظَفارِ ، وقد دخَل عليه رجلٌ من العَرَبِ فقال له الملِكُ : ثِبْ ـ وثِبْ بالحِميَريَّةِ ، اجْلِسْ ـ فوَثَب الرجُلُ فاندقَّتْ رِجلاه. فضَحِكَ المَلِكُ وقال : ليست عِندنا عَرَبِيَّتْ ، مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ ـ هذه حكايةُ « ابنِ حِنىّ » يرفَعُ ذلك إلى « الأصمَعىّ » ، وأما « ابنُ السِّكِّيتِ » فإنهُ قال : فوثَب الرجُلُ فتكسَّرَ ، بَدَلَ قَولِه : فاندقَّتْ رِجلاه.
* وقَد سمَّتْ : أحْمَرَ وحُمَيرًا وحُمْرانَ وحَمراءَ وحِمارًا.
وبنو حِمِرَّى : بطنٌ من العرَب ، وربما قالوا : بَنو حِمْيَرِىّ.
وابنُ لسَانِ الحُمَّرَةِ : منْ خُطَباءِ العَرَب.
* وحِمِرّ : موضِعٌ.
مقلوبه : [ر ح م]
* الرحمَةُ : الرِّقَّةُ. والرحمَةُ المغْفِرَةُ. وقولُه تعالى فى وصفِ القرآن : (هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف : ٥٢ ، النحل : ٦٤ ، يوسف : ١١١] أى فصَّلَناهُ هادِيا وذا رَحْمَةٍ. وقولُهُ تعالى : (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) [التوبة : ٦١] أى هو رَحْمَةٌ لأنه كان سَببَ إيمانِهم.
رحمَهُ رُحْما ورُحُما ورَحْمةً ورَحَمَةً ـ الأخيرةُ عن « سِيبويهِ » ـ ومَرْحَمةً. وقولُه تعالى : (إِنَ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف : ٥٦] فإنما ذُكِّرَ على النسَبِ. وكأنه اكتَفى بذِكْرِ الرَّحْمَةِ عن الهاءِ ، وقيل : إنما ذلك لأنَّه تأنيثٌ غيرُ حقيقىٍّ.
والاسمُ الرُّحْمَى.
وفى المَثلِ : رَهَبُوتٌ خيرٌ من رَحَمُوتٍ ، أى أنْ تُرهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ ـ لم يُستَعملْ على هذه الصيغةِ إلَّا مُزْوَجا.
وترحَّمَ عليه ، دَعا لهُ بالرَّحْمةِ : واسترحَمَه ، سألَه الرْحمةَ. وقولُه عزوجل : (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا) [الأنبياء : ٧٥] قال « ابنُ جِنىّ » : هذا مَجازٌ ، وفيهِ من الأوصَافِ ثلاثَةٌ : السَّعَةُ والتشبيهُ والتَوكيدُ ، أمَّا السعَةُ فلأنَّهُ كأنَّهُ زاد فى أسماءِ الجِهاتِ والمحَالّ اسما هو الرَّحمَةُ ؛ وأمَّا التشبيهُ فلأنَّه شَبَّه الرَّحمَةَ ، وإن لم يصحَّ الدخولُ فيها ، بما يجوزُ الدخولُ فيه ، فلذلك وضَعها موضِعَه ، وأمَّا التوكيدُ فلأنَّه أخبرَ عن العَرَضِ بما يُخبَرُ به عن الجوهَرِ وهذا تعالٍ بالعَرَضِ وتَفخيمٌ مِنه إذا صُيِّرَ إلى حَيِّزِ ما يُشاهَدُ ويُلْمَسُ ويُعايَنُ ، ألا تَرى إلى قولِ بعَضِهم