* والبوارِحُ : شِدّةُ الرِياحِ من الشمالِ فى الصيفِ دونَ الشتاءِ ، كأنَّه جمْعُ بارِحةٍ ، وقيل : البوارِحُ : الرّياحُ الشدائِدُ التى تَحمِلُ التُّرابَ ، واحِدُها بارِحٌ ، وقيل : هى الشَّمالُ فى الصيفِ حارَّةً.
والبوارِحُ : الأنواءُ ـ حكاه « أبو حَنيفةَ » عن بعضِ الرُّواةِ ، ورَدَّه عليهم.
* والبارِحُ : خِلافُ السانحِ. وقد برَحَتْ تَبرَحُ بُروحًا ، قال الشاعر :
فهُنَ يَبْرَحْنَ له بُروحا |
|
وتارةً يأتِينَه سُنوحا (١) |
وفى المثَلِ : مَنْ لى بالسَّانِحِ بعدَ البارِحِ. يُضرَبُ هذا للرجُلِ يُسىءُ إليه الرجُلُ فيُقال له : إنه سوفَ يُحْسِنُ إليكَ ، فيضرِبُ هذا المثَلَ. وأصْلُ ذلك أن رجُلاً مَرَّتْ به ظِباءٌ بارِحةٌ فقيل له إنها سوفَ تَسنَحُ لك ، فقال : مَنْ لى بالسانِحِ بعد البارِحِ.
ويُقالُ : إنك لَكَبارِحِ الأُرْوِىِّ قليلاً ما يُرَى ، يُضْرَبُ ذلك للرجُلِ إذا أبْطَأ عن الزيارَةِ ، وذلك أنّ الأرَوَى تكونُ فى الجبالِ فلا يَقدِرُ أحَدٌ عليها أنْ تَسنَحَ له ـ وقد تَقدَّمَ تَفسيرُ السانِحِ والبارِحِ ، واختلافُ العَرَبِ فى التيَمُّنِ بهما والشاؤُمِ.
* وما أبْرحَ هذا الأمْرَ ، أى ما أعجَبَه ، قال « الأعشى » :
*فأبرحْتَ رَبَّا وأبْرَحت جارا* (٢)
وقيل : معنى هذا البيت ، أبرَحْتِ أكرَمْتِ ، أى صادفْتِ كريمًا.
* والبارِحةُ : اللَّيلةُ الخالِيةُ ، ولا تُحَقَّرُ. قال « ثَعلَبٌ » عن « أبى زيْدٍ » أنه (قال) : تقولُ مُذْ غُدْوَةٍ إلى أن تزولَ الشمسُ : رأيتُ الليلةَ فى منامى ، فإذا زالت الشمسُ قُلتَ : رأيتُ البارِحَةَ.
* وللعَرَبِ كلمتان عند الرَّمْىِ ، إذا أصابَ قالوا : مَرْحىَ ، وإذا أخطأ قالوا : بَرْحى.
* وقولٌ بَرِيحٌ : مُصَوَّتٌ به ، قال « الهذلى » :
*أراه يُدَافِعُ قولاً بَرِيحا* (٣)
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (برح) ؛ وكتاب العين (٣ / ٢١٧) ؛ ومقاييس اللغة (١ / ٢٣٩) ؛ والمخصص (١٣ / ٢٥).
(٢) الشطر للأعشى فى ديوانه ص ٩٩ ؛ وجمهرة اللغة ص ٥٦ ، ٢٧٥ ؛ ولسان العرب (برح). وصدر البيت : * تقول ابنتي حين جد الرحيل *.
(٣) الشطر لأبى ذؤيب الهذلىّ فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٠١ ؛ ولسان العرب (ترن) ؛ وتاج العروس (ترن) ؛ ومقاييس اللغة (١ / ٣٠٣) ؛ والمخصص (١٣ / ١٩٨) ؛ وللهذلى فى لسان العرب (برح) ؛ وتاج العروس (برح). وصدر البيت : * فإن ابن ترني إذا جئتكم *.