وَوَهَّابُ المِئِينَ إذا ألمَّتْ |
|
بنا الحَدَثانُ ، والحامى النَّصُورُ (١) |
* والحَدَثانُ : الفأسُ ، أُراه على التشبيهِ بحَدَثانِ الدَّهْرِ ، ولم يَقُلْه أحدٌ ، أنشدَ « أبو حنيفة » :
وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه |
|
إذا أُجُراؤه نَحَطُوا أجابا (٢) |
* وسمَّى « سيبويهِ » المصدرَ حَدَثا ، لأن المصادرَ كلَّها أعراضٌ حادثةٌ ، وكسَّرَه على أحْداثٍ ، قال : فأما الأفعالُ فأمْثِلةٌ أُخِذتْ من أحداثِ الأسماء.
* ورجلٌ حَدَثُ السنّ وحديثُها ، بَيِّنُ الحَداثَةِ والحُدوثَة ، ورجالٌ أحْداثُ السنّ وحُدْثانها وحُدَثاؤها. وكلُّ فَتِىّ من الناسِ والدَّوابِ والإبلِ حَدَثٌ ، والأنثى حَدَثَهٌ. واستعمل « ابنُ الأعرابىّ » الحَدَثَ فى الوَعِلِ فقال : إذا كان الوَعِلُ حَدَثا فهو صَدَعٌ.
* والحديثُ : الجديدُ من الأشياء.
* والحديثُ : الخَبرُ ، والجمعُ أحاديثُ كقطيعٍ وأقاطيعَ. وهو شاذّ ، وقد قالوا فى جمعه حِدْثانٌ وحُدْثانٌ ، وهو قليلٌ ، أنشد « الأصمَعُّى » :
تُلَهِّى المرءَ بالحِدْثانِ لَهْواً |
|
وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ (٣) |
وبالحُدْثانِ أيضًا ، ورواه « ابنُ الأعرابىّ » : بالحَدَثانِ ، وفسَّرَه فقال : إذا أصابه حَدَثانُ الدَّهرِ من مصائبه ومرازيه ، ألهَتْه بدَلِّها وحديثها عن ذلك.
* وقوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) [الكهف : ٦] عَنى بالحديثِ القُرآنَ ـ عن « الزَّجَّاج ».
وقد حدَّثه الحديثَ وحَدَّثه به. وقولُ « سيبويه » فى تعليلِ قولهم « لا تأتينى فتُحدثَنى » : كأنك قلت : ليس يكون منك إتيانٌ فحديثٌ ، إنما أراد : فتحديثٌ ، فوضع الاسمَ موضع المصدرِ ، لأن مصدرَ حَدَّثَ إنما هو التحديث ، فأما الحديثُ فليس بمصدرٍ.
وقولُه تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى : ١١] أى بَلِّغْ ما أُرْسِلتَ به ، وحَدّث بالنُّبوّة التى آتاك الله وهى أجَل النِّعَمِ.
وسمعت حِدِّيثى حَسنةً ، أى حديثاً. والأحْدوثةُ ما حُدّثَ به.
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حدث) ؛ وتاج العروس (حدث) ؛ وتهذيب اللغة (٤ / ٤٠٥) ؛ والمخصص (١٦ / ٨٢).
(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حدث) ، (أجر) ؛ والمخصص (١١ / ٢٦) ؛ وتهذيب اللغة (٤ / ٤٠٥) ؛ وتاج العروس (حدث) ، (أجر).
(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حدث) ، (حدج) ؛ وتاج العروس (حدث) ، (حدج).