* والحَرَّةُ من الأرَضِينَ : الصُّلْبَةُ الغليظةُ التى ألْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ نَخِرَةٌ كأنَّها مُطِرَتْ ، والجمع حَرَّاتٌ وَحِرَارٌ ، قال سيبويه : زعمَ يونسُ أنهم يقولون : حَرَّةٌ وَحَرُّونَ ، يُشَبِّهُونَها بقولهم أرْضٌ وَأرَضُونَ لأنها مُؤْنَثَةٌ مِثْلها ، قال : وزَعمَ يونسُ أيضًا : أنهم يقولون : حَرَّةُ وإحَرُّونَ ، يَعْنُونَ الحِرَارَ كأنُه جمعُ إحَرَّةٍ ولكن لا يُتَكَلَّمُ بها ، أنشد ثعلبٌ :
لا خَمْسَ إلا جَنْدَلُ الإحَرّين |
|
والخَمْسُ قَدْ يُجْشِمْنَكَ الأمرّين |
ومعنى لا خَمْسَ :
أن معاوية زاد أصحابه يوم سِفِّينَ [ صِفِّينَ ] خَمْسَ مِائَةٍ فلمَّا الْتَقَوْا بعد ذلك قال أصحابُ علىّ :
*لا خَمْسَ إلَّا جَنْدَلَ الإحَرّين*
أرادوا لا خَمْسَمِائَةٍ ، حكاه الهَرَوِىُ. قال بعضُ النَّحْوِيِّين : إن قال قائل : ما بالُهُمْ قالوا فى جمع حَرَّةٍ وَإحَرَّةٍ : حِرُّونَ وإحَرُّونَ ، وإنما يفْعَل فى المحذوف نحوَ ظُبَةٍ وَثُبَةٍ ، وليسَتْ حَرَّةٌ ولا إحَرَّةٌ مما حُذِف شىءٌ من أصوله ، ولا هو بمنزِلَةِ أرْضٍ فى أنه مُؤَنثٌ بِغَيرِ هاءٍ؟
فالجواب أنّ الأصْلَ فى إحَرَّةٍ إحْرَرَةٌ وهى إفْعَلَةٌ ثم إنهم كرِهُوا اجتماعَ حَرْفَيْنِ مُتحرّكَيْنِ من جنسٍ واحدٍ فأسْكنوا الأوَّلَ منهما ونقَلوا حَرَكَتَهُ إلى ما قَبْله وأدْغموه فى الذى بَعْدَه ، فَلَمَّا دَخَلَ الكلمةَ هذا الإعلالُ والتَّوْهينُ عَوَّضُوها منه أن جَمعوها بالواو والنون ، فقالوا : إحَرُّونَ ، ولما فَعَلوا ذلك فى إحَرَّةٍ أجْرَوْا عليها حَرَّةً فقالوا : حَرُّونَ وإن لم يكن لحَقها تغييرٌ ولا حذْفٌ لأنها أُختُ إحَرَّةٍ من لفظها ومعناه ، وإن شئت قلتَ : إنهم قد أدغموا عَيْنَ حَرَّة فى لامِها ، وذلك ضَرْبٌ من الإعْلَالِ لَحِقها.
وقال ثعلب : إنما هو الأحَرِّين ، قال : جاءَ به على أحَرَّ كأنه أراد : هذا الموضِعُ الأحَرُّ أى الذى هو أحَرُّ من غيره فَسَيَّرَهُ كالأكْرَمِينَ والأرْحَمِينَ.
* وبَعيرٌ حَرِّىّ : يَرْعَى فى الحَرَّةِ.
* ولِلْعَرَبِ حِرَارٌ معروفةٌ : حَرَّةُ بنى سُلَيْمٍ ، وحَرَّةُ لَيْلى ، وحرَّةُ راجلٍ ، وحَرَّةُ وَاقِمٍ بالمدينةِ ، وحَرَّةُ النار لبنى عَبْسٍ.
* والحُرُّ نَقِيضُ العَبْدِ ، والجمع : أحْرار وحرِارٌ ، الأخيرةُ عن ابن جنىّ ، والأنثى حُرَّةٌ ، والجمع حَرَائِرُ شاذُّ.
* وَحَرَّرَهُ : أعْتَقَهُ.