من ذلك أيضًا أى لم تُبالغ فى الطُّلُوعِ.
* ونِعْمَ ضِد بِئْسَ ، ولا تَعْمَلُ من الأسماءِ إلَّا ما فيه الألف واللامُ أو ما أُضيفَ إلى ما فيه الألفُ واللام وهو مع ذلك دالٌّ على معنى الجِنْسِ قال أبو إسحاق : إذا قلتَ : نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رَجُلاً زيدٌ فقد قُلْتَ : استَحَقَّ زيدٌ المَدْحَ الذى فى سائِرِ جِنْسِهِ فلم يَجُزْ إذا كانت تَسْتَوفى مَدْحَ الأجناس أن تَعْمَلَ فى غير لفظِ جِنْسٍ ، وحكى سيبويهِ أنّ من العَرَب من يَقُول نَعْمَ الرَّجُلُ فى نِعْمَ ، كانَ أصْلُه نَعِمَ ثمَّ خُفِّفَ بإسْكانِ الكسرةِ على لُغَةِ بَكْرِ بنِ وَائلٍ. ولا تَدْخُلُ عندَ سيبويهِ إلَّا على ما فيه الألِفُ واللامُ مُظْهَرًا أو مُضمرًا ، كقولك نِعْمَ الرجُلُ زيدٌ ، فهذا هو المُظْهَرُ ، ونِعْمَ رَجُلاً زيدٌ فهذا هو المُضْمَرُ. وقال ثعلبٌ حكايةً عن العرب : نِعْمَ بِزَيْدٍ رَجُلاً ونِعْمَ زَيدٌ رَجُلاً. وحكى أيْضًا مررْتُ بقَوْمٍ نِعْمَ قَوْما ونِعْمَ بِهم قَوْمًا ونِعموا قَوْما ، ولا يَتَّصِلُ بها الضمير عند سيبويهِ أعنى أنَّك لا تقول : الزيدانِ نِعْما رَجُلَين ولا الزيدون نِعْمُوا رِجالاً.
* وقالوا : إنْ فَعَلْتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنةٍ فى الوَقْفِ والوَصْلِ لأنها تاءُ تأنيث ـ كأنَّهُمْ أرَادُوا ونِعْمَتِ الفَعْلَةُ أو الخَصْلَةُ. وفى الحديث « مَنْ تَوَضَّأ يَوْمَ الجُمُعةِ فبِها ونِعْمَتْ ، ومَنِ اغْتَسَل فالغُسْلُ أفْضَلُ » (١) كأنَّه قال : فبِالسُّنَّةِ أخَذَ. وقالوا : نَعِمَ القَوْمُ كقولك نِعْمَ القَوْمُ. قال طَرَفَةُ :
ما أقَلَّتْ قَدَماىَ إنَّهُمُ |
|
نَعِمَ الساعونَ فى الأمْرِ المُبِرّ(٢) |
هكذا أنشدوه نَعِمَ بفتح النُّون وكسْرِ العَين جاءُوا به على الأصْل وإن لم يَكْثِر استعمالُه عليه ، وقد روى نِعِمَ ، بكسرتَيْنِ عَلَى الإتْبَاعِ.
* ودَقَقْتُ دَقا نِعِمَّا : أى نِعْمَ الدَّقُّ ، ويقال إنَّه لَرَجُلٌ نِعِمَّا وإنّه لَنَعِيمٌ.
* وتَنَعَّمَهُ بِالمكانِ : طَلَبَهُ.
* وتَنَعَّمَ الرَّجُلُ : مَشَى حافِيًا. قيل : هو مُشْتَقٌّ من النَّعامَةِ التى هى الطريقُ ، وليس بِقَوِىّ.
* وقال اللحيانىُّ : تَنَعَّمَ الرَّجُلُ قَدَمَيْهِ : أى ابْتَدَلهُمَا.
* وأنْعَمَ القَوْمَ ونَعَّمَهُمْ : أتاهم مُتَنَعِّمًا على قَدَمِه حافِيًا ، قال :
تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وليلةٍ |
|
فأصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهْوَ بَطينُ(٣) |
__________________
(١) « حسن » أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى ، وانظر صحيح الجامع ( ح ٦١٨٠ ).
(٢) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ١٥٨ ( مع اختلاف كبير فى الرواية ) ؛ ولسان العرب ( نعم ).
(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نعم ) ؛ وتاج العروس ( نعم ).