اللِّحيانىّ ، والسَّماع ، كلُّه : الذِّكْر المسموع الحَسَن. قال :
ألا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومى |
|
على شَىْءٍ رَفَعْتُ بهِ سَماعى (١) |
وقال اللِّحيانىّ : هذا أمر ذو سِمْع ، وذو سَماع ، إمَّا حَسَن وإمَّا قَبيح. وكلُّ ما التذَّتْه الأُذُن من صَوْت : سَماع. والسَّماع : الغِناء.
* والمُسْمِعَة : المُغَنِّية. وقولُه ، أنشَدَهُ ثَعْلَب :
ومُسْمِعَتانِ وَزَمَّارَةٌ |
|
وظِلّ مَديدٌ وحِصْنٌ أمَقّ (٢) |
فَسَّره فقال : المُسْمِعَتان : القَيْدان ، كأنهُما يُغَنِّيانه. وأنَّث لأن أكثر ذلك للمرأة. والزَّمَّارة : السَّاجُور. وكلّ ذلك على التشبيه.
* وفَعَلْت ذلك تَسْمِعَتَكَ ، وتَسْمِعَةً لكَ : أى لتَسْمَعَه.
* وما فَعَلْت ذاك رياءً ولا سَمْعَة. وقال اللِّحيانىّ : رياء ولا سُمْعَة ، ولا سَمْعَةً.
* وسمَّع به : أسمَعه القَبيح وشتمه.
* وَسمَّع بالرجُل : أذاع عنه عَيْبًا ، فأسمَعَ النَّاسَ إيَّاه. وفى الحديث : « مَنْ سَمَّعَ بعَبْدٍ سَمَّعَ اللهُ به » (٣) ، وفيه أيضًا : « سَمَّع اللهُ بهِ سامعُ خَلْقِهِ وأسامِعَ خَلْقِه » (٤) فَسامعُ خَلْقه بدَل من الله تعالى ، ولا تكونُ صِفة ، لأن فعلَه كلَّه حال. ومن قال : أسامِعَ خَلْقه بالنَّصْب ، كَسَّر سَمْعًا على أسمُع ، ثم كَسَّر أسمُعًا على أسامِع. وذلك أنه جَعَلَ السَّمْعَ اسمًا لا مَصْدرًا ، ولو كان مَصْدرًا لم يجمعه.
* وسَمِّعْ بفُلانٍ : أى ائْتِ إليه أمرًا يُسْمَع به ، ونَوِّه به. هذه عن اللِّحيانىّ.
* والسُّمْعَة : ما سُمّع به من طعام أو غير ذلك ، لِيُسْمَعَ ويُرَى.
* وامرأةٌ سُمْعُنَّة ، وسِمْعَنَّة ، وسِمْعَنَة بالتخفيف ؛ الأخِيرة عن يعقوب : أى مُسْتَمِعة سَمَّاعة. قال :
إنَّ لَكُمْ لَكَنَّهْ |
|
مِعَنَّةً مِفَنَّهْ |
__________________
(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ؛ وتاج العروس ( سمع ).
(٢) البيت لأحد السجناء فى البيان والتبيين ( ٣ / ٦٣ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٤٢ ، ٨ / ٣٠٥ ، ١٣ / ٢٠٨ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧١٠ ؛ وتاج العروس ( زمر ) ، ( سمع ) ، ( مقق ) ؛ ولسان العرب ( زمر ) ، ( سمع ) ، ( مقق ).
(٣) أخرجه البخارى بنحوه ( ح ٦٤٩٩ ) ، ومسلم ( ح ٢٩٨٦ ).
(٤) « صحيح » : أخرجه بنحوه أحمد ( ح ٧٠٨٥ ـ ط. الشيخ شاكر ) ، وانظر غريب الحديث ( ١ / ٣٣٠ ).