* وخَدَع الضَّب يَخْدَع خَدْعا ، وانخَدَع : استرْوَحَ رِيح الإنسان ، فدخل فى جُحْره لئلا يُحْتَرَش. وكذلك الظَّبْى فى كِناسِه ، والضَّبُع فى وِجارها ، وهو فى الضّبّ أكثر. قال الفارسىّ : قال أبو زيد : وقالوا إنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه. ومعنى الحَرْش : أن يَمْسَح الرجل على فم جُحْر الضَّبّ ، يَتَسَمَّعُ الصَّوت ، فربما أقبل وهو يرَى أنَّ ذاك حَيَّة ، وربما أروَحَ ريح الإنسان ، فخَدَع فى جُحْره ولم يخرُج. وأنشَد الفارسىّ :
ومُحتَرِشٍ ضَبَّ العداوةِ مِنْهُمُ |
|
بحُلو الخَلى حَرعشَ الضِّبابِ الخوادعِ (١) |
حُلْو الخَلى : حُلْو الكلام.
وخَدَع الشىءُ خَدْعا : فَسَدَ. وخَدَع الرِّيقُ خَدْعا : نَقَص ، وإذا نَقَص خَثُر ، وإذا خَثُر أنْتَنَ. قال سُوَيْد :
أبيضُ اللَّوْن لذيذٌ طَعْمُه |
|
طَيِّب الرِّيق إذا الرِّيقُ خَدَعْ (٢) |
وخَدَع الرجلُ : أعطى ، ثم أمسَك. وخَدَع الزمان خَدْعا : قلَّ مطره.
قال الفارسىّ : وأما قوله فى الحديث : « إنَّ قبل الدَّجال سنينَ خَداعةً » (٣) فَيرَوْن أن معناها : ناقصةُ الزَّكاة. وقيل : قليلة المطر ، من قولهم : خَدَع الزمان : قلّ مطره. وأنشد الفارسىّ :
*وأصبح الدَّهرُ ذو العِلَّات قد خَدَعا* (٤)
وهذا التفسير أقرب إلى قول النبىّ صلىاللهعليهوسلم فى قوله : « سِنين خَدَّاعة » يريد : التى يقِلّ فيها الغَيث ، ويَعُمّ بها المَحْل.
* وخَدَع خيرُ الرجل : قلّ. وخَدَع الرجلُ : قلّ ماله. وخَدَع الرجلُ خَدْعا : تخلَّق بغير خلُقه.
وخُلُق فلان خادع : إذا تخلَّق بغير خُلُقه.
وخَدَعت العينُ خَدْعا : لم تَنمْ. وما خَدَعَتْ بعينه نَعْسَةٌ تَخْدَع : أى ما مرَّت بها. قال
__________________
(١) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٢٣٩ ؛ ولسان العرب ( خلا ) ؛ وتاج العروس ( حرش ) ، ( خلا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ).
(٢) البيت لسويد بن أبى كاهل فى ديوانه ص ٢٤ ؛ ولسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ). وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٥٩ ).
(٣) أخرجه أحمد ( ٢ / ٢٩١ ) بلفظ : « ستأتى على الناس سنون خداعة ».
(٤) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( جدع ) ، ( خدع ) ، ( عرن ) ؛ وتاج العروس ( جدع ) ، ( خدع ) ، ( عرن ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٨١ ). ويروى : « جدعا » بالجيم ..