الشجر ذو الشوك ، مما جَلَّ أو دقّ. والأقاويلُ الأُوَل أشبه. والواحدة عِضاهة ، وعِضَهَة ، وعِضَهٌ ، وأصلها عِضْهَة. وقالوا فى القليل عِضُون ، وعِضَوات ، فأبدلوا مكان الهاء الواو. وقالوا فى الجميع : عِضاه.
هذا تعليل أبى حنيفة ، وليس بذلك القول. فأما الذى ذهب إليه الفارسىّ ، فإنّ عِضَةً المحذوفة ، يصلح أن تكون من الهاء ، وأن تكون من الواو. أما استدلاله على أنها تكون من الهاء ، فبما نراه من تصاريف هذه الكلمة ، كقولهم عِضاهٌ ، وإبل عاضهة. وأما استدلاله على كونها من الواو ، فبقولهم عِضَوات ، قال : وأنشد :
هَذا طريق يأْزِم المآزِما |
|
وعِضَوات تَقْطَعُ اللهازِما (١) |
قال : ونظيره سنَة ، تكون مرَّةً من الهاء ، لقولهم سانهت ، ومرّة من الواو ، لقولهم سنوات وأسنتوا ، لأن التاء فى أسنتوا ، وإن كانت بدلاً من الياء ، فأصلها الواو ، وإنما انقلبت ياء للمجاوزة.
وأما عِضاه فتحتمل أن يكون من الجمع الذى يفارِق واحدَه بالهاء ، كقتادة وقتاد ، ويَحتمل أن يكون مكَسَّرا ، كأن واحدته عِضَهَة.
* والنسب إلى عِضَه : عِضَوِىّ وعِضَهِىّ. فأمَّا قولهم عِضاهىّ فإن كان منسوباً إلى عِضَهٍ ، فهو من شاذّ النسب ، وإن كان منسوباً إلى العِضاه ، فهو مردود إلى واحدها ، وواحدها عِضاهة ، ولا يكون منسوباً إلى العِضاه الذى هو الجمع ، لأن هذا الجمع ، وإن أشبه الواحد ، فهو فى معناه جمع ، ألا ترى أن من أضاف إلى تَمْر فقال تَمْرِىّ ، لم ينسب إلى تَمْر ، إنما نَسب إلى تَمْرة ، وحذف الهاء ، لأن ياء النسب وهاء التأنيث يتعاقبان.
* وبعير عاضِه : يَرْعَى العضاه ، وناقة عاضهة ، وعاضِه ، كذلك. وبعير عَضِه : يكون الراعى للعِضاه ، والشَّاكى من أكلها ، قال :
وقَرَّبُوا كلَّ جُمالىٍّ عَضِهْ |
|
قَرِيبةٍ نُدْوَته من مَحْمَضِه (٢) |
__________________
(١) الرجز من إنشاد الأصمعى عن أبى مهدية فى لسان العرب ( أزم ) ؛ وتاج العروس ( أزم ) ؛ وبلا نسبة فى اللسان ( عضه ) ؛ والتاج ( عضه ) ؛ والمخصص ( ١٤ / ٧ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٨٩.
(٢) الرجز لهميان بن قحافة فى لسان العرب ( حمض ) ، ( ندى ) ؛ وتاج العروس ( عضه ) ، ( ندى ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نفذ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٥٠ ، ٦٠ ، ٩٩ ، ١١ / ١٧٦ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٢٢ ، ١٤ / ١٨٩ ) ؛ والعين ( ١ / ٩٩ ).