صاحبه ابن عوف ، وخيط من الدم يلون راسه وقطرات حمراء فوق ثوبه.
تمتم ابن عوف بشيء من العتب :
ـ عمر يا رسول الله ...
أدرك النبيّ كلّ شيء .. ما يزال صاحبه يشرب الخمرة ويفعل ما يحلو له ...
بان الغضب على وجه النبيّ بعدما عرف بأن صاحبه يتغنى بشعر اعدائه .. يردده كلمة بكلمة وحرفاً بحرف ... والأنكى من ذلك أنّه يحرض المشركين لإطفاء النور الذي توهّج في الجزيرة.
وربّما لاوّل مرّة؛ رأى المسلمون رسول الله يتميّز غضباً .. حتى اذا وقف على رأس صاحبه. هتف أبو حفصة وقد عاد الى وعيه :
ـ أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله.
كاد الرسول أن يهمّ به لو لا كلمات سمعها هدأت نفسه وكظم غيظه ... يا للإرادة تضع نفسها فوق فوهة بركان ثائر .. وهكذا تعرف الرجال في مواقف كهذه دونها لهوات الحرب وظلال السيوف.
عاد النبيّ الى منزله يفكّر في آفة العقول هذه ماذا تفعل بالناس .. هؤلاء الفارّون من ضوء النهار الى هلوسة الظلام.
نهض أبو حفصة يجرجر قدميه عائداً هو الآخر الى بيته .. وكانت