ـ ياويلي .. يا ويلي .. ليتني لم اتّخذك خليلا. لقد ضلتني عن الذكر بعد إذ جاءني.
أجاب صاحبه وكان فضّاً غليظ القلب :
ـ لا تجزع يا خليفة الرسول لغضب امرأة.
هتف بمرارة.
ـ اقيلوني .. فقد ترضى فاطمة.
رمقه عمر بعينين متنمّرتين :
ـ ماذا تقول يا خليفة الرسول ... أترضي فاطمة وتغضب عائشة ... والأقربون أولى بالمعروف. ولقد قضي الأمر.
وقف أبو بكر عاجزاً عن صدّ الرياح وهي تعدو مجنونة تهزّ شجرة غرسها رسول السماء تريد أن تجتثها من فوق الأرض.
وقف الخليفة عاجزاً عن توجيه قافلة التاريخ الجهة التي أرادها سيّد التاريخ وهاهو يتّخذ طريقه في الصحراء سربا.
وتمرّ الأيام والرياح المجنونة التي تريد اجتثاث شجرة غرستها السماء في الأرض .. تكاد تأتي على شمعة تسيل دموعها قطرات حزينة ... ولسوف تنطفئ بعد حين.