لقد مات الضمير ... دفنه رهط من المدينة في أرض فدك ، فراحت البتول تحذّرهم أيام الله :
فدونكموها فاحتقبوها ، دبرة الظهر ، نقبة الخفّ ، باقية العار ، موسومة بغضب الجبّار ، وشنار الأبد ، موصولة بنار الله الموقدة التي تطّلع على الأفئدة ، فبعين الله ما تفعلون ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ، وأنّا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنّا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون.
غادرت الزهراء المسجد وقد زلزلت الأرض زلزالها وصرخ رجل غصب ميراث الأنبياء :
ـ اقيلوني بيعتي ..
ونظر الرجال الى حيث كشفت فاطمة آفاق المستقبل فإذا السحب الحمراء مخزونة بالرعود والأرض ملغومة بالزلازل وأنهار من دم ، وجماجم وضحايا. وفرّ الانسان .. ألقى أمانة تهيبت السماوات والأرض عن حملها وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولا.