١٨
كذئاب مجنونة راح المشركون يجوسون خلال
الجثث الهامدة يمزّقون اكباداً وقلوباً كانت تنبض بالحياة؛ تحلم بعالم جميل؛ بدنيا
آمنة مطمئنة.
جثمت « هند » على جسد كنسر متوحّش وبدا
وجهها الحادّ كغراب شره .. كان صوتها يشبه فحيح الأفاعي :
ـ حمزة : صيّاد الاسود ... جثة هامدة ..
انهض يا قاتل أبي وأخي :
استلت هند خنجراً وبقرت بطن أسد الله
وأسد رسوله ثم انشبت يدها في بطنه. كانت المخالب تبحث عن كبد حرّى ولما عثرت عليها
انتزعتها .. وحمزة ما يزال نائماً يعلو وجهه غبار خفيف.
مزّقت الذئبة كبد الانسان. تريد أن
تلوكه .. أن تبتلعه.
وعلى تلال قريبة كانت نسوة في المدينة
يرقبن المعركة ، وقد