من يسلكه الى المقصد.
وروي ان المراد به كتاب الله .
فالمطلوب الهداية الى فهم معانيه ، والتدبر
في مقاصده ومبانيه ، واستنباط الاحكام منه ، والتعمق في بطون آياته ، فان لكل آية
ظهرا وبطناً.
وعن علي ـ عليه السلام ـ في « اهدنا
الصراط المستقيم » قال : ادم لنا توفيقك الذي به اطعنا في ماضي ايامنا حتى نطيعك
كذلك في مستقبل اعمارنا .
والصراط المستقيم هو صراطان : صراط في
الدنيا ، وهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير واستقام ، فلم يعدل الى شيء من
الباطل. وصراط في الاخرة ، وهو طريق المؤمنين الى الجنة الذي هو مستقيم ، لايعدون
عن الجنة الى النار ، ولا الى غير النار سوى الجنة.
* صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا
الضالين.
قيل : المراد بهم المسلمون ، فان نعمة
الاسلام رأس جميع النعم.
أقول : وذلك لان من انعم الله عليه
بنعمة الاسلام لم يبق نعمة الا اصابته ، لاشتمالها على سعادة الدارين.
واجل نعمة انعم الله بها على عباده هي
نعمة العقل ، ونعني به ما من شأنه ان يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان ، ثم توفيقه
لهم على تحليتهم انفسهم بالاخلاق الزكية ، والتخلية عن الملكات الردية.
____________