سورة الفاتحة
* بسم الله الرحمن الرحيم.
* الحمد لله رب العالمين.
اختلف في كلمة « الله » هل هو علم شخصي
، او من الصفات الغالبة المخصوصة به تعالى ، بحيث صار كالعلم له؟ فخليل بن احمد
وسيبويه والمبرد على انه اسم غير مشتق ، انفرد الحق سبحانه به ، كأسماء الاعلام ، وعليه
كثير من العلماء.
وقيل : انه من الاسماء المشتقة ، وعليه
جمهور المعتزلة. واستدل الامام على كونه علما ، بأنه لو كان صفة مشتقة ، غلبت في
الاستعمال على المعبود بالحق ، لم يكن قولنا « لا اله الا الله » صريحاً في
التوحيد ؛ لان المفهوم من المشتق هو الموصوف بالمشتق منه.
وهذا مفهوم كلي لا يمنع نفس تصوره عن
وقوع الشركة فيه ، فثبت انه لو كان صفة لكان كليا ، ولو كان كليا لم يكن قولنا « لا
اله الا الله » صريحا في التوحيد ، فعلم انه اسم علم وليس من الصفات.
واجيب بأنه وان كان في الاصل وصفا ، الا
انه غلب عليه تعالى ، بحيث لا يستعمل في غيره ، وصار كالعلم له في عدم تطرق احتمال
الشركة اليه ، فحصل التصريح بالتوحيد.
واستدل القائل بكونه صفة ، بأنه لو كان
علما لذات مخصوصة لم يكن للحكم عليه بأنه احد فائدة ، وقد قال الله تعالى « قل هو
الله احد ».
واجيب عنه : بأن المعنى انه احد في
المعبودية بالحق ، لا يشاركه فيها أحد ، وهذه الصفة لازمة له تعالى مفهومة من لفظ
« الله » كما يقال لزيد الذي هو