مكان كانت عيون
البصائر والضمائر فيه كدرة ، ودماء المؤمنين المحرم سفكها بالكتاب والسنة فيه هدرة
، وفروج المؤمنات مغصوبة فيه مملوكة بايمان الكفرة الفجرة ، قاتلهم الله بنبيه
وآله الكرام البررة.
وكانت الاموال والاولاد منهوبة فيه
مسبية مأسورة ، وبحار انواع الظلم مواجة فيه متلاطمة ، وسحائب الهموم والغموم فيه
متلاصقة متراكمة ، زمان هرج مرج مخرب الاثار ، مضطرب الاخبار ، محتوي الاخطار ، مشوش
الافكار ، مختلف الليل ، متلون النهار ، لا يسير فيه ذهن ثاقب ، ولا يطير فيه فكر
صائب.
نمقتها وهذه حالي وذلك قالي ، فان عثرتم
فيه بخلل ، او وقفتم فيه على زلل فاصلحوه رحمكم الله ، ان الله لا يضيع اجر
المصلحين.
وقال صاحب الروضات في ترجمة المؤلف : وقد
تواتر اضعاف ذلك النقل من معمرينا الذين ادركوا ذلك الزمان ، وحسبك شاهدا عليه
بقاء خراب اكثر محلات محروسة اصبهان من تلك الواقعة الكبرى والداهية العظمى الى
الآن ، كما نراه بالعيان.
وممن اشار الى نبذة من تلك الوقعات ، وشرح
عن جملة منها على وجوه الالواح والورقات ، سيدنا العالم الفاضل النسيب الحسيب ذي
المجدين وصاحب الفخرين الامير محمد حسين بن الامير محمد صالح الحسيني الخاتون
آبادي سبط العلامة المجلسي (ره) في اجازته التي كتبها للشيخ الفاضل الكامل زين
الدين بن عين علي الخوانساري ، بقرية خاتون آباد من قرى اصبهان ، وسماها مناقب
الفضلاء.
وكذا المولى الفاضل الاديب النجيب الآقا
هادي بن مولانا محمد صالح المازندراني في بعض مجاميعه ، ونحن نذكرهما وان طال
الكلام بعين ما عبرا عنه.
ثم قال فنقول : قال الاول منهما بعد
جملة من مواعظه للمولى المستجيز ، وشرحه عن بعض ما جمع الله تعالى من خير الدارين
للسلف الصالحين