والجعد أطيب طعما وأصدق حلاوة وأشدّ رخوصة من القنبيط بكثير. الفلاحة : الكرنب صنفان منه نبطي وهو الكرنب المعروف ومنه كرنب خوزي وهو غليظ الورق جدا شديد الخشونة. جالينوس في السابعة : الكرنب الذي يؤكل قوته قوة تجفف إذا أكل وإذا وضع من خارج ولكن ليس بظاهر الحدّة والحرافة بل قوته تبلغ به إلى إدمال الجراحات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام التي قد صلبت وصارت في حد ما يعسر انحلاله والحمرة التي تصيبها مثل هذه الصفة وبهذه القوّة بعينها تشفي النملة والشري وفيه مع هذا جلاء به صار يشفي العلة التي يتقشر معها الجلد ، وبزر الكرنب يقتل الدود إذا شرب وخاصة بزر الكرنب المصري من طريق أنه أيبس مزاجا ومن البيّن أن طعمه أيضا مرّ فإن مرارة الطعم شيء موجود في جميع الأدوية النافعة من الديدان وبهذه القوة صار ينفع من النمش والكلف والديدان والكلف الكائن في الوجه ، ومن سائر العلل التي يحتاج فيها إلى اليسير من الجلي ، وأما قضبان الكرنب إذا أحرقت فيصير منها رماد يجفف تجفيفا شديدا حتى أنّ قوّته تكون قوّة محرقة ومن أجل ذلك صاروا يخلطون معه شحما عتيقا ويستعملونه في مداواة وجع الجنين إذا عتق وسائر العلل الأخر الشبيهة بهذا النوع من الوجع إلا أن هذا يجفف تجفيفا ويحلل تحليلا قويا. ديسقوريدوس في الثانية : إن سلق سلقة خفيفة وأكل أسهل البطن ، وإن سلق سلقا جيدا ولا سيما إن سلق سلقتين بماء بعد ماء أمسك البطن.
والكرنب الذي ينبت في الصيف رديء للمعدة وأشد حرافة من سائر الكرنب البستاني ، والكرنب الذي ينبت بمصر لا يؤكل لمرارته وإذا أكل الكرنب نفع من ضعف البصر والإرتعاش وإذا أكله المخمور سكن خماره ، وقلب الكرنب أجود للمعدة وأدر للبول من سائره وإن عمل بالملح والماء صار رديئا للمعدة ملينا للبطن ، وعصارة الكرنب إذا خلط بها أصل السوسن البري الذي يقال له إيرسا وثطرون وشرب أسهل البطن ، وإذا خلط بالشراب وشرب نفع من لسعة الأفعى ، وإذا خلط بدقيق الحلبة والخل وتضمد به نفع من النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العميقة ، وإذا استعط بعصارته نقى الرأس وإذا احتملته المرأة مع دقيق الشيلم أدر الطمث ، وورق الكرنب إذا دق ناعما وتضمد به وحده أو مع سويق نفع من كل ورم من أورام البدن ومن الأورام البلغمية ومن الحمرة ويبرئ الشري والجرب المتقرح ، وإذا خلط بالملح قلع النار الفارسية وتمسك الشعر المتساقط ، وإذا أكل الورق نيئا مع الخل نفع المطحولين ، وإذا مضغ ومص ماؤه أصلح الصوت المنقطع وطبيخه إذا شرب أسهل البطن وأدر الطمث وزهره إذا عمل منه فرزجة واحتملتها المرأة بعد الحبل قتل ما في بطنها ، وبزر الكرنب الذي ينبت بمصر خاصة إذا شرب قتل الدود وقد نفع في أخلاط الترياقات وينقي الوجه والبثور اللبنية وقضبان الكرنب الطرية إذا أحرقت مع الأصول وخلط رمادها بشحم خنزير سكن أوجاع الجنب المزمنة. مسيح : قوته في الحرارة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. أرصحانس : الكرنب حار يابس وبزره أحر منه.
قسطس في كتاب الفلاحة الرومية : الكرنب ينفع السعال القديم والنقرس إذا صب طبيخه على المفاصل وإن أطعم الصبيان نشؤوا سريعا وعصيره إن شرب بالنبيذ أياما أذهب وجع الطحال ورماده يبرئ حرق النار ويبرئ عصيره الجرب والحكة ، وإن خلط بالراح والخل وطلي به على البرص والجرب نفع وإن خلط